بعض الموافقة في الأشياء التي انتجوا منها أن الخلاء غير موجود وهو قولهم الخلاء ليس هو شيئا موجودا ، وليس شيء من الموجودات انه يقال فيه أنه ليس هو شيئا [موجودا] قال ان الواحد بالتحقيق هو ما لا يكون فيه خلاء وكان ملاء كله وهي الأجرام الغير منقسمة.
قال وذلك انه لا يمكن ان يكون من الواحد بالحقيقة كثرة وليس يمكن ايضا ان يكون من الكثرة واحد بالحقيقة. ولذلك / الموجود عنده ليس بواحد بالحقيقة ، بل فيه أجزاء غير متناهية جائلة في الخلاء ، الا أنها تخفى (١) لصغرها (٢) فمن هذه الجهة فقط وافق لوقيبس / من يقول بأن الموجود واحد ، واما في غير ذلك فهو في عين المخالفة. واما سبب الكون والفساد والفعل والانفعال والنمو والاستحالة فلو قيس يواجبه من قبل وجود الاجرام الغير منقسمة جائلة / ومتحركة في الخلاء فيقول ان هذه الاجزاء إذا اجتمعت وتشبكت فعلت الكون ، واذا تشتتت فعلت الفساد ، واذا تماست وتلاقت من شيئين كان الفعل والانفعال ، وإذا تبدل ترتيبها ووضعها فعلت الاستحالة ، وإذا تداخلت فعلت النمو. ووجود الخلاء عنده واجب بين هذه الاجزاء متلاقية كانت او مشتتة. ولذلك ليس الواحد عنده على الحقيقة الا الجرم الغير المنقسم. وبالجملة كما أن أولئك يعطون اسباب الفعل والانفعال والنمو من جهة الثقب كذلك يعطيها هذا من قبل
__________________
١ ـ تحفر : أ.
٢ ـ صغرها : ب ، م ، أ.