بسم الله الرحمن الرحيم
قال الذين دخلت عليهم الشبهة في امرهم بما وصفناه في هذه الابواب ما قد اسفر من لوامع الحق وتبين فيه من وجوه الصدق ، قد ركبنا الحجة فيما رواه اصحاب الحديث فيهم من الفضائل والمناقب التي بها يصولون وعليها في حسدهم يعولون (١) وذلك (مثل) روايتهم ان رسول الله صلى الله
__________________
(١) لقد اجحف اصحاب الحديث من اوليائهم فكانوا لهم مناقب وفضائل كيلا جزافا ورفعوهم فوق مستوى البشر ونحتوا لهم روايات ونسبوها الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم افكار زور وقبلوا احاديث كثيرة وردت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فضل صهره ووصيه الامام امير المؤمنين علي عليه السلام فزادوا فيها ونقصوا وغيروا وبدلوا ورووها في فضائل اوليائهم ، ذلك ليرفعوا من شأنهم الى رتبة الامام علي (ع) الذي ورد عن النبي (ص) في فضله ما ملاء الخافقين بالرغم من اخفاء اعدائه فضائله ومناقبه بكل ما لديهم من حول وقوة ، فترى ابن حجر الهيثمي في الصواعق والمحب الطبري في الرياض النضرة وغيرهما يروون عن النبي (ص) في فضائل اوليائهم ما تمجه الاسماع ولا يتفق مع المنطق الصحيح وكلها موضوعة مكذوبة على النبي (ص) ويتضح ذلك جليا لمن تتبع اسنادها فان رجالها اكثرهم من اولياء بني امية المستأجرين لهم ومن المشهورين بالنصب والعداوة لاهل البيت النبوي ومن المطلعون فيهم عند علماء الجرح والتعديل منهم وقد دسوا في الاحاديث اكاذيب ارضاء لشهوات اوليائهم مما لا يعد ولا يحصى ، فهذا العلامة الفقيه الشيخ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز ابادي الشيرازي صاحب القاموس المتوفى سنة ٨٢٦ يحدثنا في كتابه سفر السعادة (ص ١٤٢ ـ ١٤٣) من طبع مصر سنة ١٣٣٢ ماهذا نصه : خاتمة الكتاب في الاشارة الى ابواب ورى فيها احاديث وليس منها شئ صحيح ولم يثبت منها عند جهابذة علماء الحديث (ثم قال) اشهر المشهورات من ـ