وقد نبّئتها ولدت غلاما |
|
فلا عاش الغلام ولا هناها |
فأجابه أبو قساس الكندي :
ألا أبلغ لديك أبا هنيّ |
|
ألا تنهى لسانك عن رداها |
فقد طالبت هذا قبل قيس |
|
لتنكحها فلم تك من هواها |
فطافت (١) في المناهل تبتغيها |
|
فلاقت منهلا عذبا شفاها |
شديد الساعدين أخا حروب |
|
إذا ما سيل منقصة أباها |
وما حثّت (٢) مطيّته إليها |
|
ولا من فوق ذروتها أتاها |
قال عيسى : قال القحذمي ، وآل الأشعث ينشدون هذا الشعر ولا ينكرونه ، قال : والأشراف لا يبالون أن يكون أخوالهم أشرف من أعمامهم. قال القاضي (٣) : قوله في هذا الشعر :
ألا تنهى لسانك عن رداها
أنّث اللسان ، وذكر أهل العلم بالعربية أن [العرب](٤) تذكر اللسان وتؤنثه ، وقيل من أنثه أراد به اللغة والرسالة كقول الشاعر (٥) :
إذا أتتني لسان لا أسرّ بها |
|
من علو لا صخب فيها ولا سحر (٦) |
[أخبرنا](٧) أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا [أبو](٨) محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد (٩) ، أنا محمد بن عمر ، حدّثني محمد بن عبد الرّحمن (١٠) [عن](١١) الزّهري ، قال : قدم
__________________
(١) بالأصل «فطابت» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٢) بالأصل «أحيت» والمثبت عن الجليس الصالح.
(٣) يعني المعافى بن زكريا الجريري.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن الجليس الصالح.
(٥) هو أعشى باهلة كما في الأصمعيات ص ٨٨ وانظر اللسان «لسن».
(٦) روايته في الأصمعيات :
قد جاء من عل أبناء أنبؤها |
|
إليّ لا عجب منها ولا سخر |
(٧) زيادة لازمة.
(٨) زيادة لازمة قياسا إلى سند مماثل.
(٩) طبقات ابن سعد ١ / ٣٢٨ وبغية الطلب ٤ / ١٨٩١ ـ ١٨٩٢.
(١٠) الأصل وابن العديم ، في ابن سعد : عبد الله.
(١١) زيادة عن ابن سعد.