الأشعث بن قيس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بضعة عشر راكبا من كندة فدخلوا على النبي صلىاللهعليهوسلم مسجده ، وقد رجّلوا جممهم واكتحلوا ، وعليهم جباب الحيرة ، قد كفّوها بالحرير. وعليهم الديباج ظاهر مخوّص (١) بالذهب ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألم تسلموا؟» قالوا : بلى ، قال : «فما بال هذا عليكم»؟ فألقوه ، فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم [أجازهم](٢) بعشرة أواق ، عشرة (٣) أواق ، وأعطى الأشعث بن قيس اثنتي عشرة أوقية. رواه ابن سعد في موضع آخر أتم من هذا عن الواقدي ، عن معمر ، عن الزهري [٢٣١٨].
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنا محمد بن أحمد بن محمد ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد ، نا عبد الرّحمن بن حمّاد ، نا هشيم بن بشير ، نا مجالد بن سعيد ، نا الشّعبي ، عن الأشعث ، قال قدمت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم في وفد كندة فقال لي النبي صلىاللهعليهوسلم : «هل لك من ولد؟» فقلت : غلام ولد مخرجي إليك من ابنة فلان ولوددت أن أشبع القوم مكانه ، فقال : «لا تقولن ذا فإن فيهم قرة عين وأجرا إذا قبضوا» ثم قال : «إنهم لمجبنة محزنة» (٤) قال هشيم : وأما منصور فحدّثنا : «مجبنة مبخلة محزنة» [٢٣١٩].
أخبرنا أبو القاسم الشّحامي ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا أبو حامد أحمد بن سهل بن إبراهيم بن سهل الأنصاري ، نا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الحافظ ، نا محمد بن شبّويه ، نا يعلى ـ يعني ابن عبيد ـ نا سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، قال : بشر الأشعث بن قيس بغلام وهو عند النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : أمّا والله لوددت أن لكم به قصعة من خبز ولحم ؛ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لأن قلت ذاك إنّها لمحزنة مجبنة وإنّها لثمرة القلوب وقرّة العين» [٢٣٢٠].
أخبرنا أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر ، قالا : أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمد بن الحسين بن موسى ، أنا أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين بن الشرقي ، نا أبو
__________________
(١) بالأصل «فحرص» والمثبت عن ابن سعد ، مخوص أي منسوج بالذهب (النهاية).
(٢) زيادة عن ابن سعد.
(٣) كذا ، والصواب : «بعشر» في الموضعين.
(٤) انظر سير الأعلام ٢ / ٣٨ ـ ٣٩ والحاشية رقم ١ صفحة ٣٩ فيها.