رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «على رسلكم» قال : فتقدمنا النبي صلىاللهعليهوسلم قدر خمسين ذراعا وعانقه مليا ثم قعدا.
قالا : فرأينا شيئا كهيئة الطير العظام بمنزلة الإبل قد أحدقت به وهي بيض ، وقد نثرت أجنحتها فحالت بيننا وبينهم ، ثم صرخ بنا النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا حذيفة ويا أنس تقدّما ، فتقدمنا فإذا بين أيديهم مائدة خضراء لم أر شيئا قط أحسن منها ، قد غلب خضرتها لبياضها فصارت وجوهنا خضراء ، وثيابنا خضراء وإذا عليها خبز ورمان وموز وعنب ورطب وبقل ، ما خلا الكراث. قال : ثم قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «كلوا بسم الله» قال : فقلنا : يا رسول الله أمن طعام الدنيا هذا؟ قال : لا ، قال لنا : «هذا رزقي ولي في كل أربعين يوما وأربعين ليلة أكلة تأتيني بها الملائكة وهذا تمام الأربعين يوما والليالي ، وهو شيء يقول الله عزوجل له كن فيكون» قال : فقلنا من أين وجهك؟ قال : وجهي من خلف رومية كنت في جيش من الملائكة من جيش من المسلمين غزوا أمة من الكفار. قال : فقلنا : فكم يسار من ذلك الموضع الذي كنت فيه قال : أربعة أشهر وفارقته أنا منذ عشرة أيام ، وأنا أريد إلى مكة أشرب بها في كل سنة شربة ، وهي ربّي وعصمتي إلى تمام الموسم من قابل. قال : فقلت : فأي المواطن أكبر معارك؟ قال : الشام وبيت المقدس والمغرب واليمن ، وليس في مسجد من مساجد محمد صلىاللهعليهوسلم إلّا وأنا أدخله صغيرا كان أو كبيرا. قال : الخضر متى عهدك به؟ قال : منذ سنة كنت قد التقيت أنا وهو بالموسم ، وقد كان [قال :](١) إنك ستلقى محمدا صلىاللهعليهوسلم قبلي ، فأقرئه مني السلام ، وعانقه وبكى قال : ثم صافحناه وعانقناه وبكى وبكينا ، فنظرنا إليه حتى هوى في السماء كأنه يحمل حملا ، فقلنا : يا رسول الله لقد رأينا عجبا إذا هوى إلى السماء. فقال : «إنّه يكون بين جناحي ملك حتى ينتهي به حيث أراد» [٢٣٤٥].
هذا حديث منكر وإسناده ليس بالقوي (٢).
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي ، أنا أبو عمر عثمان بن أحمد السّمّاك ، حدّثنا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختّلي ، حدثني عثمان بن سعيد الأنطاكي ، حدّثنا
__________________
(١) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.
(٢) نقله ابن كثير في البداية والنهاية ١ / ٣٩٥.