رأسه إلى باب البيت فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما ، لا مال ينجيني ، ولا عشيرتي ، ولا قوي فانتصر ولا براءة لي عذر (١) ، ثم أغمي عليه ، ثم رفع رأسه فقال :
كلّ عيش وإن تطاول دهره |
|
صائر مرة إلى أن يزولا |
ليتني كنت قبل ما قد بدا لي |
|
في رءوس الجبال أرعى الوعولا |
ثم فاضت نفسه.
قال : وحدّثنا محمد بن جعفر السامري ، حدّثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي ، حدّثنا العلاء بن الفضل ، حدّثنا محمد بن إسماعيل الثقفي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جدّ أبيه ، قال : حضرت ابن أبي الصّلت حين حضرته الوفاة فأغمي عليه طويلا ، ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب البيت فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما ، لا قوي فانتصر ، ولا عذر فاعتذر ، ثم أغمي عليه ثم أفاق فرفع رأسه فنظر إلى باب البيت فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما ، لا عشيرتي تحميني ولا مال يعديني (٢) ، ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال :
كلّ عيش وإن تطاول دهرا |
|
صائر مرة إلى أن يزولا |
ليتني كنت ما قد بدا لي |
|
في رءوس الجبال أرعى الوعولا |
ثم فاضت نفسه.
أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن ، حدّثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري ، حدّثنا العلاء بن الفضل ، حدّثنا ابن إسماعيل بن طريح بن إسماعيل الثقفي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن جدّ أبيه قال : شهدت أمية بن أبي الصلت عند موته وأغمي عليه طويلا ثم أفاق فرفع رأسه إلى باب البيت فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما ، لا عشيرتي تحميني ولا مال يعديني ، ثم أغمي عليه طويلا ثم أفاق فرفع رأسه نحو الباب باب البيت فقال : لبيكما لبيكما ها أنذا لديكما لا قوي فانتصر ، ولا براءة لي ولا عذر ، ثم أغمي عليه طويلا ثم أفاق فقال :
__________________
(١) كذا ، وفي الأغاني ٤ / ١٢٧ و ١٣٢ لا برئ فاعتذر.
(٢) الأغاني : «يغنيني» وفي موضع ٤ / ١٣٢ يفديني.