أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا [أبو](١) عبد الله الحافظ وأحمد بن الحسن ، قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدّثنا محمد الصّغانيّ ، حدّثنا صدقة أبو عمرو المقعد ـ وهو ابن سابق ـ قال : قرأت على محمد بن إسحاق ، حدثني أميّة بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يحدّث مروان بن الحكم ـ وهو أمير المدينة ـ قال : خلق الله عزوجل الملائكة لعبادته أصنافا ، وإن منهم لملائكة قياما صافّين من يوم خلقهم إلى يوم القيامة ، وملائكة ركوعا فخشوعا (٢) من يوم خلقهم إلى يوم القيامة ، وملائكة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة ، تجلّى لهم تبارك وتعالى ونظروا (٣) إلى وجهه الكريم قالوا : سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك.
أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن النجّار ، حدّثنا نصر بن إبراهيم ، أنا أبو محمد عبد الله بن الوليد ، أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد فيما كتب إليّ قال : أخبرني جدّي عبد الله بن محمد بن علي اللّخمي الباجي ، أنا أبو محمد عبد الله بن يونس أبا بقي بن مخلد ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقي ، حدثنا منصور بن بشر ، حدثنا شعيب بن يحيى ـ وهو ابن صفوان ـ عن محمد بن مروان بن أبان ، عن أمية بن عبد الله بن عمرو (٤) بن عثمان بن عفان قال : قدمت الصائفة غازيا فدخلت على عمر بن عبد العزيز فرحّب بي وقال : أين يا أبا عثمان؟ قلت غازيا إن شاء الله ، قال : صنعت الذي يشهد (٥) وما كان عليه أولوك وخيار سلفك ، إن هاهنا شيئا قد أمرنا به لمثل من كان في وجهك قال : قبلت ذلك ، وكان خمسين دينارا ، فلما رجعت مررت عليه ، فقال لي مثل مقالته الأولى ، فقلت : يا أمير المؤمنين ما يقع مني هذا موقعا. قال : ما يزيد على هذا أحد ، ولو وجدت سبيلا إلى أن أعطيك غيره من بيت مال المسلمين لفعلت ، فقلت : إن لي ولدا ، قال : هذا حق نكتب لك إلى عاملك (٦) من كان منهم يطيق معاملة المسلمين في مغازيهم
__________________
(١) سقطت من الأصل وأضيفت عن م.
(٢) كذا بالأصل ، وفي م : ركوعا خشوعا.
(٣) عن مختصر ابن منظور ٥ / ٥٥ وبالأصل «نظر».
(٤) بالأصل «عمر».
(٥) المختصر : يشبهك.
(٦) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.