حدّثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، قال : كنت مع أنس فجاء قهرمانه (١) فقال : يا أبا حمزة عطشت أرضنا. قال : فقام أنس فتوضّأ وخرج إلى البرية. فصلى ركعتين ثم دعا ، فرأيت السحاب يلتئم قال : ثم مطرت حتى ملأت كل شيء فلما سكن المطر بعث أنس بعض أهله فقال : انظر أين بلغت السماء ، فنظر فلم تعد أرضه ألّا يسيرا.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٢) ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، أنا أبو أحمد الحافظ ، حدّثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب الرّازي (٣) ، نا ابن أبي الشوارب ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، حدّثنا ثابت البناني ، قال : جاء قيّم أنس بن مالك في أرضه فقال : يا أبا حمزة عطشت أرضك قال : فردّني (٤) ثم خرج إلى البرية ثم صلّى ما قضي له ، ثم دعا فثارت سحابة فجاءت وغشيت أرضه ومطرت حتى ملأت صهريجه (٥) وذلك في الصيف ، فأرسل بعض أهله فقال : انظروا أين بلغت؟ فإذا هي لم تعد أرضه.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، أنا محمد بن سعد (٦) ، أنا عمرو (٧) بن عاصم ، حدّثنا همّام بن يحيى ، قال : حدّثني من صحب أنس بن مالك : فلما أحرم لم أقدر أكلمه حتى حلّ ، من شدة إتقانه على إحرامه.
قال : وأنا محمد بن سعد ، أنا سعيد بن منصور ، حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد ، عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرّحمن بن عوف ، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ، قال : دخل علينا أنس بن مالك يوم الجمعة والإمام يخطب ، ونحن في بعض أبيات أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم نتحدث فقال : مه ، فلما أقيمت الصلاة قال : إني أخاف أن أكون قد أبطلت جمعتي لقولي (٨) لكم مه.
__________________
(١) القهرمان ، فارسي معرّب ، وهو الخازن والوكيل الحافظ لما تحت يده ، والقائم بإدارة أمور الرجل.
(٢) دلائل النبوة ٦ / ١٤٨.
(٣) في البيهقي : الفزاري.
(٤) بالأصل «فتردني» وفي البيهقي : «فتردّا» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ٧٢.
(٥) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن البيهقي.
(٦) طبقات ابن سعد ٧ / ٢٢.
(٧) عن ابن سعد وبالأصل «عمر».
(٨) بالأصل «لقول».