عبد الملك إنّي خدمت النبي صلىاللهعليهوسلم تسع سنين والله لو أن اليهود والنصارى أدركوا رجلا خدم نبيّهم لأكرموه (١).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا أبو الحسين بن بشران العدل ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السّماك ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا أبو عبد الله الرقاشي ـ يعني محمد بن عبد الله ـ حدّثنا جعفر بن سليمان ، حدّثنا علي بن زيد قال : كنت في [القصر مع](٢) الحجّاج وهو يعرض الناس ليالي ابن الأشعث ، فجاء أنس بن مالك [فقال الحجّاج](٣) : هي يا خبيث! جوّال في [الفتن ، مرّة](٤) مع علي بن أبي طالب ، ومرّة مع ابن الزبير ، ومرّة مع ابن الأشعث. أما والذي نفس الحجّاج بيده لأستأصلنّك كما تستأصل الصّمغة ، ولأجرّدنّك كما يجرّد الضّبّ. قال : يقول أنس : من يعني الأمير؟ قال : إيّاك أعني ، أصمّ الله سمعك ، قال : فاسترجع أنس ، وشغل الحجّاج وخرج أنس فتبعناه إلى الرّحبة ، فقال : لو لا أني ذكرت ولدي وخشيته عليهم بعدي لكلّمته بكلام في مقامي لا يستحييني بعده أبدا (٥).
رواه محمد بن سعد ، عن محمد بن كثير ، وشهاب بن عبّاد العبدي عن جعفر بن سليمان ، وقال : لأسمعته في مقامي هذا ما لا يستحيي لأحد بعدي.
أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد ، قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر الزّرّاد المنبجي ، حدّثنا عبيد الله بن سعد الزهري ، حدّثنا الهيثم بن خارجة ، حدّثنا عبد الله بن سالم الأشعري عن أزهر بن عبد الله قال : كنت في الخيل الذين بيّتوا أنس بن مالك وكان فيمن يؤلّب على الحجّاج وكان مع عبد الرّحمن بن الأشعث ، فأتوا به الحجّاج فوسم في يده : عتيق الحجّاج (٦).
أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي بن عبد الله المصري ، أنا محمد بن
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٠٢.
(٢) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م مختصر ابن منظور ٥ / ٧٤ وفي سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٠٢ كنت بالقصر ، والحجاج يعرض الناس.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، وانظر سير أعلام النبلاء.
(٤) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، واللفظتان استدركتا عن م ، وانظر سير الأعلام.
(٥ و ٦) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٠٢.