رجع فقرأ من الموضع الذي قطع منه فلقيته يوما فقلت : يا عمّ قد رأيت منك شيئا وقد أحببت أن أسألك عنه إنك تصلّي من الليل ، ثم تقطع ثم تعود إلى الموضع الذي قطعت فتبتدئ منه ، فقال : يا بني وما سؤالك عن ذلك؟ قلت : أريد أن أعلم ، قال : يا بني إنّي أصلّي فأقرأ فأذكر الحديث في الباب من الأبواب الذي أخرجتها فأقطع الصّلاة فأكتبه فيه ثم أرجع إلى صلاتي فابتدئ من الموضع الذي قطعت منه (١).
أنبأنا أبو محمد بن السّمرقندي ، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الصمد اللّبّاد ، أنا أبو القاسم عمّار بن محمد بن الحسن بن درستويه ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا أبو أيوب البهراني ح.
وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي ، أنا عمر بن أحمد الواعظي ح ، قال الخطيب : وأنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثني أبي ، نا محمد بن أحمد بن محمويه ـ بالبصرة ـ نا سليمان بن عبد الحميد ، نا يحيى بن صالح قال : ما رأيت رجلا أكبر ـ وفي حديث خيثمة : كان أكبر ـ نفسا من إسماعيل بن عيّاش ، كما أنه إذا اتيناه إلى مزرعته لا يرضى لنا إلّا بالخروف والخبيص ، وسمعته يقول : ورثت عن أبي أربعة آلاف [دينار](٣) فأنفقتها في طلب العلم.
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، عن رشأ بن نظيف ، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي ، أنا أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله الصولي ، نا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان ، عن جعفر بن محمد الرّسغني ، نا عثمان بن صالح ، قال : كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث بن سعد يحدّثهم بفضل عثمان فكفّوا عن ذلك. وكان أهل حمص ينتقصون علي بن أبي طالب حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عيّاش فحدّثهم بفضائله ، فكفّوا عن ذلك (٤).
__________________
(١) بغية الطلب ٤ / ١٧٣٠ ـ ١٧٣١.
(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٢٢٢.
(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد.
(٤) بغية الطلب ٤ / ١٧٣١.