إلّا رأيت له الفضل عليّ حتى يقوم من عندي ، ولا جلست مع قوم قطّ ببسط رجليّ إعظاما لهم وإجلالا حتى أقوم عنهم.
قال له عبد الملك : حقّ لك أن تكون شريفا سيدا.
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن الحسين الهمذاني ، أنا أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة ، أنا أبو الحسن بن بشران ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي ، نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو حذيفة الفزاري قال : سمعت أبي قال : قال أسماء بن خارجة : ما شتمت أحدا قط لأنه إنما يشتمني أحد رجلين : كريم كانت منه زلّة وهفوة ، فأنا أحق من غفرها وأخذ عليه بالفضل فيها ، وأما اللئيم فلم أكن أجعل عرضي إليه.
قال : ونا أبو بكر ، حدّثني القاسم بن هاشم ، نا المسيّب بن واضح ، عن محمد بن الوليد ، أن أسماء بن خارجة ، قال ذلك وكان يتمثل : وأغفر عوراء الكريم اصطناعه عن ذات اللئيم تكرما إلي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل بن محمد ، نا أحمد بن مروان المالكي ، نا أحمد بن خالد الآجري ، نا أبو حذيفة عبد الله بن مروان الفزاري ، قال : سمعت أبي يقول : قال أسماء بن خارجة : ما شتمت أحدا قطّ ، ولا رددت سائلا قطّ ، لأنه إنما يسألني أحد رجلين : إمّا كريم أصابته خصاصة وحاجة فأنا أحقّ من سدّ خلّته ، وأعانه على حاجته ، وإما لئيم أفدي عرضي منه. وإنّما يشتمني أحد رجلين : كريم كانت منه زلة وهفوة ، فأنا أحقّ من غفرها ، وأخذ بالفضل عليه فيها ، وإمّا لئيم فلم أكن لأجعل عرضي له غرضا ، وما مددت رجلي بين يديّ جليس لي قطّ ، فيرى أن ذلك استطالة منّي عليه ، ولا قضيت لأحد حاجة إلّا رأيت له الفضل عليّ حيث جعلني في موضع حاجته.
قال : وأتى الأخطل عبد الملك فسأله (١) حمالات عن قومه فأبى وعرض عليه نصفها (٢) ، فقدم الكوفة فأتى بشر بن مروان فسأله ، فعرض عليه مثل ما عرض عليه عبد الملك ، ثم أتى أسماء بن خارجة فحملها عنه كلّها فقال فيه :
__________________
(١) غير واضحة بالأصل والمثبت عن م.
(٢) في الوافي ٩ / ٥٩ فأبي أن يعطيه شيئا.