وكان يكنى أيضا أبا الحضير ، وأمّه في رواية محمد بن عمر : أم أسيد بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، وفي رواية عبد الله بن محمد بن عمارة : أم أسيد بنت سكن بن كرز بن زعورا بن عبد الأشهل ، وكان لأسيد من الولد : يحيى وأمه من كندة توفي وليس له عقب ، وكان أبو [ه](١) حضير الكتائب شريفا في الجاهلية ، وكان رئيس الأوس يوم بعاث (٢) وهي آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج في الحروب التي كانت بينهم ، وقتل يومئذ حضير الكتائب ، وكانت هذه الوقعة ورسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة قد تنبّى ودعا إلى الإسلام ، ثم هاجر بعدها بستّ سنين إلى المدينة. ولحضير الكتائب يقول خفاف بن ندبة السّلمي (٣) :
لو أن المنايا حدن عن ذي مهابة |
|
لهبن حضيرا يوم غلّق واقما |
يطوف به حتى إذا الليل جنّه |
|
تبوّأ منه مقعدا متناعما |
قال : وواقم (٤) : أطم حضير الكتائب وكان في بني الأشهل ، وكان أسيد بن الحضير بعد أبيه شريفا في قومه في الجاهلية [وفي الإسلام يعدّ من عقلائهم وذوي رأيهم ، وكان يكتب بالعربية في الجاهلية](٥) وكانت الكتابة في العرب قليلا ، وكان يحسن العوم (٦) والرمي ، وكان يسمّى من كانت هذه الخصال فيه في الجاهلية الكامل وكانت قد اجتمعت في أسيد ، وكان أبوه حضير الكتائب يعرف بذلك أيضا ويسمّى به ، كذا قال وأسقط رافعا من نسبه.
وقد أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنا ، قالا : أنا [أبو](٧) الحسين بن الآبنوسي ، عن أبي بكر أحمد بن عبيد بن بيري (٨) ، أنا محمد بن الحسين الزّعفراني ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا هوذة ، نا ابن جريج ، حدّثني عكرمة بن
__________________
(١) زيادة عن ابن سعد.
(٢) بعاث بالضم ، موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية.
(٣) البيتان في ابن سعد ٣ / ٦٠٤ ومعجم البلدان (بعاث) وهما في شعره المجموع ضمن كتاب «شعراء إسلاميون» للدكتور نوري حمودي القيسي ص ٤٨٨ وانظر تخريجهما فيه.
(٤) واقم : أطم من آطام المدينة كأنه سمي بذلك لحصانته (معجم البلدان).
(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م وانظر ابن سعد.
(٦) كذا بالأصل وم.
(٧) الزيادة عن م.
(٨) رسمها غير واضح بالأصل وم والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٩٧.