الفصل الرابع
داود بين آي الذكر الحكيم وروايات التّوراة
داود عليهالسلام ، نبي الله ورسوله إلى بني إسرائيل ، وأحد الدوحة الطاهرة من ذرية أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليهالسلام ، التي جعل الله فيها النبوة والكتاب ، قال تعالى : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ) (١) ، وقال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ) (٢) ، فكل كتاب أنزل من السماء على نبي من الأنبياء : بعد إبراهيم ، فمن ذريته وشيعته (٣) ، وكان من هذه الكتب «الزبور» الذي أنزل على داود عليهالسلام ، وكما أن داود : من ذرية إبراهيم ، فهو كذلك واحد من فروع تلك الشجرة المباركة التي ينتسب إليها المسيح عليهالسلام (٤) ، فضلا عن أن داود هو والد سليمان ، نبي الله ورسوله ، صلوات الله وسلامة عليهم أجمعين.
ومن أجل هذا وغيره ، فإن القرآن الكريم إنما يصف سيدنا داود عليهالسلام بقوله تعالى : (وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (٥) ،
__________________
(١) سورة الأنعام : آية ٨٤.
(٢) سورة الحديد : آية ٢٦.
(٣) ابن كثير : البداية والنهاية في التاريخ ١ / ١٦٧ (بيروت ١٩٦٥).
(٤) متى ١ / ١ ـ ١٦ ، لوقا ٣ / ٢٣ ـ ٢٨.
(٥) سورة ص : آية ٣٠ ، وانظر : تفسير ابن كثير ٤ / ٥١ (بيروت ١٩٨٦) ، تفسير النسفي ٤ / ٤٠ ، تفسير القرطبي ص ٥٦٣٦ ـ ٥٦٣٧.