|
فماء الهوى يرفض أو يترقرق (١) |
وقال :
ألا يا نخلة من ذات عرق |
|
عليك ورحمة الله السّلام (٢) ـ ٦٣ |
فكلّ هذا ، مضارع للمضاف ، سواء جعلته علما أو ، لا ؛
وإذا لم تجعله علما جاز أن يتعرّف بالقصد ، كما في : يا رجل ، وألّا يتعرف لعدم القصد ، كيا رجلا ، فتقول في النكرة : يا حسنا وجهه ظريفا ويا ثلاثة وثلاثين ظرفاء ، ويا عبدا حلّ في شعبي غريبا.
وتقول في المعرفة : يا حسنا وجهه الظريف ، ويا ثلاثة وثلاثين الظرفاء ، وكان القياس في الموصوف بالجملة أو الظرف أيضا ، أن يجوز (٣) نحو : يا حليما لا يعجل ، القدوس ؛ وأدارا بحزوي ، الدارسة ، لكن كره وصف الشيء بالمعرفة بعد وصفه بالنكرة (٤) ، فالوجه ألّا يوصف إلا بالنكرة ، على تقدير أنه كان موصوفا بجميع تلك الصفات المنكرة قبل النداء ، فتقول : يا حليما لا يعجل ، غفار الذنوب.
هذا ؛ وإن لم يكن المعطوف مع المعطوف عليه اسما لشيء واحد ، بل كل منهما اسم لشيء مستقل ، نحو : يا رجل وامرأة ، أو لم يكن الوصف بالجملة ، أو الظرف ، فليس متبوعها مضارعا للمضاف ، لأنه يجوز جعله مفردا معرفة مستقلا ، فتقول : يا رجل وامرأة ،
__________________
(١) هذا مطلع قصيدة لذي الرمة ، وحزوى بضم الحاء موضع بديار بني تميم. ومن هذه القصيدة قوله :
وانسان عيني يحسر الماء تارة |
|
فيبدو وتارات يجمّ فيفرق |
وهو من الشواهد النحوية. وقد ورد مثل هذا المطلع في قصيدة لزهير بن جناب وهو شاعر جاهلي إذ يقول
فيا دار سلمى هجت للعين عبرة |
|
فماء الهوى يرفض أو يترقرق |
(٢) المنادى هنا موصوف بشبه الجملة وهو قوله : من ذات عرق وهو موضع بالحجاز.
وتقدم هذا الشاهد في باب المبتدأ والخبر وهو الشاهد رقم ٦٣. وقد كرره هنا ولم ينبه إلى تقدم ذكره وقد أشرنا إلى ذلك في الموضع السابق.
(٣) أي أن يجوز نعته بعد ذلك بنعت معرف منصوب.
(٤) لأنه وصف أولا بالجملة ، وهي لا تكون إلا وصفا للنكرة.