تقول : وامن قلع باب خيبراه (١) ، وامن حفر بئر زمزماه (٢) ، لاشتهار الرجلين بذلك.
وموضع مدة الندبة آخر المضاف إليه ، وإن كان المندوب في الحقيقة هو المضاف ، نحو : وا أمير المؤمنيناه ، والمندوب هو الأمير ، إلا أنك أردت ندبة المضاف إلى المؤمنين فلو ألحقت مدتها بالمضاف لانفكّ من المضاف إليه ، فألحقتها المضاف إليه والمراد المضاف ، كما تقول : حبّ رمّاني وإن لم تكن ملكت الرمان ، بل الحبّ فقط.
وكذا تقول في المضارع للمضاف : وا طالعا جبلاه ، وكذا تلحقها آخر الصلة نحو : وامن حفر بئر زمزماه ؛ وكذا قال يونس والكوفيون إنك تلحقها آخر الصفة لا آخر الموصوف نحو : وا زيد الظريفاه.
وقال الخليل وسيبويه ، بل تلحقها آخر الموصوف نحو : وا زيداه الظريف ، لأن اتصال الموصوف بصفته لفظا أقلّ من اتصال المضاف بالمضاف إليه والموصول بصلته.
وليونس أن يقول : إنه متصل بها على الجملة لفظا واتصاله بها في المعنى أتمّ من اتصال الموصول بصلته ، والمضاف بالمضاف إليه ، وإن كان في اللفظ أنقص ، وذلك لأنه يطلق اسم الصفة على موصوفها ولا يطلق المضاف إليه على المضاف ، ولا الصلة على موصولها.
وحكى يونس أن رجلا ضاع له قد حان فقال : واجمجمتيّ الشاميتيناه (٣) والجمجمة القدح.
وحكى الكوفيون : وارجلا مسجّاه ، وقد استشهد الكوفيون بهذا على جواز ندبة غير المعروف ، وهو شاذ عند البصريين.
__________________
(١) يريد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقد جاء في بعض كتب السّير أن علي بن أبي طالب كان يحمل راية المسلمين في غزوة خيبر وكان المسلمون يحاصرونها وأن عليا خلع باب أحد حصون خيبر وبذلك تم فتحها وانتصر المسلمون ، وهم يذكرون هذا لبيان قوة عليّ الجسمية.
(٢) هذا يراد منه عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلّى الله عليه وسلّم.
(٣) أشرنا إلى أن شرح هذا التعبير سيأتي قريبا. ص ٤١٥ من هذا الجزء.