مما اشتغل الفعل فيه بنفس الضمير ، إذ التقدير يعقلون كلّا.
وضابط التعلق أن يكون ضمير المنصوب من تتمّة المنصوب بالمفسّر ؛ وليس الشرط أن يكون الضمير منصوبا لفظا أو محلا ، كما ظن بعضهم ، نظرا إلى نحو : زيدا ضربته أو مررت به ، أو أنا ضاربه ، بل الشرط انتصابه لفظا أو محلا أو انتصاب متعلقه كذلك ، ألا ترى أنك تقول : هندا ضربت من تملكه أو مررت بمن تملكه ، والضمير مرفوع والمعنى ضربت مملوكها ومررت بمملوكها.
واحترز بقوله مشتغل عنه بضميره وبقوله لو سلط عليه هو أو مناسبه لنصبه ؛ عن أن يتوسّط بين الاسم والفعل كلمة واجبة التصدّر ، كإنّ وأخواتها ، نحو : زيد إني ضربته ، وعمرو ليتك تضربه ، وأما أنّ المفتوحة ، فإنه وإن لم يجب تصدّرها لكن لا يعمل ما بعدها فيما قبلها ، لكونها حرفا مصدريا.
ومن الواجب تصدّرها : «كم» ، نحو : زيد كم ضربته ، وحرفا الاستفهام نحو : زيد هل ضربته ، أو : أضربته ، وكذا العرض ، نحو : زيد ألا تضربه ، وحرف التحضيض نحو : زيد هلّا ضربته أو ألّا أو لو لا أو لوما ؛ وكذا ألا للتمني ، نحو : هند ألا رجل يضربها ، ولام الابتداء نحو : زيد لعمرو يضربه ، وكذا ، ما ، وإن ، من جملة حروف النفي ، نحو : زيد ما ضربته ، بخلاف لم ، ولن ، ولا ، فيجوز : عمرا لم أضربه ولا أضربه ولن أضربه ، إذ العامل يتخطاها قال :
__________________
ـ ـ وهو يتحدث في بيت الشاهد وما يتصل به من القصيدة عما فعله الحارث بن عوف وهرم بن سنان المرّيان من السعي في الصلح بين عبس وذبيان في حرب داحس والغبراء. وما تحملاه من الديات عن الفريقين : وذلك حيث يقول :
تداركتما عبسا وذبيان بعد ما |
|
تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم |
وعطر منشم. مثل ضربه زهير. والأصل فيه أن امرأة من العرب كانت تبيع الطيب واسمها منشم ، تحالف قوم على القتال معا حتى يموتوا ووضعوا أيديهم في عطر هذه المرأة وأقسموا ، فضرب ذلك مثلا للتصميم على القتال. وقوله في بيت الشاهد : فكلا : أي كل واحد ممن قتلوا في هذه الحرب ، يعقلونه أي يدفعون عقله وديته. صحيحات مال : المال عند العرب الابل. ومراده بصحيحات أي مدفوعة عاجلة لا عدة ولا مطلا. والمخرم الثنية من الجبل وقصده بذلك أنها كانت ظاهرة يراها الناس.