وأما إذا أضيف إلى المظهر فانه لا يجري على المثنى أصلا ، إذ لا يقال جاءني أخواك كلا أخويك ؛
وكنانة يعربونه ، مضافا إلى المظهر أيضا اعراب المثنى ؛
وذكر صاحب المغني (١) أن بعض العرب يثبت الألف في «كلا وكلتا» مضافين إلى المضمر في الأحوال كلها ، كما في المضافين إلى المظهر ،
ولا أدري ما صحته!
وألف «كلا» بدل من الواو عند سيبويه ، لابدال التاء منها في المؤنث كما في بنت ، وأخت ، ولم تبدل التاء من الياء الا في «اثنتين» ؛
وقال السيرافي (٢) : هو بدل من الياء لسماع الإمالة فيه ؛
وأما الكسرة فلا تؤثر عند المصنف في امالة الألف المنقلبة عن الواو ، ويجيء الكلام عليه في باب الامالة ؛
و «كلتا» : فعلى (٣) ، والألف للتأنيث جعل اعرابا كما في «كلا» وانما جيء بألف التأنيث بعد التاء ولم يكن جمعا بين علامتي تأنيث ، لأن التاء لم تتمحض للتأنيث ، فلهذا جاز توسطها ، بل فيها رائحة منه لكونها بدلا من اللام في المؤنث ، كأخت ، وبنت ،
__________________
(١) صاحب المغني الذي يقصده الشارح هو منصور بن فلاح اليمني من علماء القرن السابع. وكان معاصرا للرضى فقد ذكر في كشف الظنون أنه انتهى من تأليف كتابه «المغني» سنة ٦٧٢ ه والرضى انتهى من تأليف هذا الشرح سنة ٦٨٦ ه. ولم يذكره الرضى باسمه في هذا الشرح وترجم له السيوطي في بغية الوعاة ولم يذكر من مؤلفاته «المغني» ولكنه نقل عنه في كتابه : الأشباه والنظائر كثيرا ، باسمه مرة ، وبقوله صاحب المغني أخرى.
(٢) السيرافي هو أبو سعيد بن عبد الله نشأ بسيراف من بلاد فارس ورحل إلى عمان وانتهى به المطاف في بغداد وأخذ عن ابن دريد وابن السراج وشرح كتاب سيبويه توفي سنة ٣٦٨ ه.
(٣) ومن هنا ترسم بالياء أحيانا.