قوله «ومن قال اشهباب» يعنى أن باب افعلال مقصور افعيلال فى بعض الكلمات ، : يقال احميرار واحمرار ، واشهيباب واشهباب (١) ، فيقال على ذلك فى احويواء : احوواء ، فيجتمع الواوان كما يجتمع التاءان فى اقتتال ، وإن لم يكن احوواء من باب اقتتال ، وسيجىء فى باب الإدغام أنه قد يدغم نحو اقتتل يقتتل اقتتالا فيقال : قتّال ، فيقال أيضا هنا : حوّاء ، والواوان المدغم إحداهما فى الأخرى لا يستثقلان فى الوسط كما يستثقلان فى الطرف ، فيقال حوّى يحوّى ، بفتح الحاء فيهما ، أو حوّى يحوّى ، بكسر الحاءين (٢) ، حوّاء نحو قتل يقتل قتالا
__________________
اختارها متأخر والنحاة كابن مالك وشراح كلامه ، ولكن ابن الحاجب ذكر فى باب الادغام أن عدم القلب فى سوير وعدم الادغام فى قوول خوف الالتباس بنحو سير مبنيا للمجهول من نحو قوله تعالى : (وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) وبنحو قول مبنيا للمجهول من قول ـ بالتضعيف ـ وأيد المؤلف كلامه هناك حيث قال «وعند سيبويه والخليل أن سوير وقوول لم يدغما لكون الواوين عارضين ، وقول المصنف أولى ، وهو أنهما لم يدغما ؛ لخوف الالتباس ؛ لأن العارض إذا كان لازما فهو كالأصلى ، ومن ثم يدغم إينة ـ كامعة ـ وأول ـ كابلم ـ مع عروض الواو والياء» ا ه ، وخلط بين العلتين فى الكلام على قلب الواو ياء إذا اجتمعت مع الياء وسبقت إحداهما ساكنة.
(١) الشهبة : البياض الذى غلب على السواد ، وقد قالوا : اشهب الفرس اشهبابا واشهاب اشهيبابا ، إذا غلب بياضه سواده ، هذا قول أكثر أهل اللغة ، وقال أبو عبيدة : الشهبة فى ألوان الخيل : أن تشق معظم ألوانها شعرة أو شعرات بيض كمتا كانت أو شقرا أودهما.
(٢) وجه كسر الحاء فى «حوى» أنه لما قصد الادغام سكن أول المثلين فالتقى ساكنان : الحاء التى هى فاء الكلمة ، والواو التى هى عينها ؛ فحرك أول الساكنين بالكسر الذى هو الأصل فى التخلص من التقاء الساكنين ، وحذفت همزة الوصل استغناء عنها ، وأما «حوى» بفتح الحاء فوجهه أنه لما أريد الادغام نقلت حركة أول المثلين إلى الساكن قبله وحذفت همزة الوصل استغناء عنها.