فكسر كما فى بصرى ـ بكسر الفاء ـ ودهرى ـ بالضم ـ على غير القياس قال سيبويه (١) : لو كان مفتوح العين لم يغير ، كما لم يغير هيّبان (٢) وتيّحان (٣)
__________________
(١) قال سيبويه (ح ٢ ص ٣٧١ و ٣٧٢): «وكان الخليل يقول : سيد فيعل وإن لم يكن فيعل فى غير المعتل ؛ لأنهم قد يخصون المعتل بالبناء لا يخصون به غيره من غير المعتل ، ألا تراهم قالوا : كينونة ، والقيدود ؛ لأنه الطويل فى غير السماء ، وإنما هو من قاد يقود ، ألا ترى أنك تقول : جمل منقاد وأقود ، فأصلهما فيعلولة ، وليس فى غير المعتل فيعلول مصدرا ، وقالوا : قضاة ؛ فجاءوا به على فعلة فى الجمع ، ولا يكون فى غير المعتل للجمع ، ولو أرادوا فيعل لتركوه مفتوحا كما قالوا :
تيحان وهيبان ، وقد قال غيره هو فيعل (بفتح العين) ؛ لأنه ليس فى غير المعتل فيعل (بكسر العين) وقالوا : غيرت الحركة ؛ لأن الحركة قد تقلب إذا غير الاسم ، ألا تراهم قالوا : بصرى ، وقالوا : أموى ، وقالوا : أخت ، وأصله الفتح ، وقالوا :
دهرى؟ فكذلك غيروا حركة فيعل ، وقول الخليل أعجب إلى ؛ لأنه قد جاء فى المعتل بناء لم يجىء فى غيره ، ولأنهم قالوا : هيبان وتيحان فلم يكسروا ، وقد قال بعض العرب :
*ما بال عينى كالشّعيب العيّن*
فانما يحمل هذا على الاضطراد حيث تركوها مفتوحة فيما ذكرت لك ، ووجدت بناء فى المعتل لم يكن فى غيره ولا تحمله على الشاذ الذى لا يطرد ؛ فقد وجدت سبيلا إلى أن يكون فيعلا (بكسر العين) وأما قولهم : ميت وهين ولين فأنهم يحذفون العين كما يحذفون الهمزة من هائر لاستثقالهم الياءات كذلك حذفوها فى كينونة وقيدودة وصيرورة لما كانوا يحذفونها فى العدد الأقل ألزموهن الحذف إذا كثر عددهن وبلغن الغاية فى العدد إلا حرفا واحدا ، وإنما أرادوا بهن مثال عيضموز» ا ه
(٢) الهيبان : الجبان ، وهو أيضا الراعى ، وزيد أفواه الابل ، والتيس ، والتراب ، وسموا به ، وقد حكى صاحب القاموس أنه ورد مكسورا أيضا ، وهو خلاف عبارة سيبويه
(٣) التيحان : الذى يتعرض لكل شىء ويدخل فيما لا يعنيه ، وقال