قوله «المطبقة ما ينطبق معه الحنك على اللسان» لأنك ترفع اللسان إليه فيصير الحنك كالطبق على اللسان ، فتكون الحروف التى تخرج بينهما مطبقا عليها
قوله «على مخرجه» ليس بمطرد ؛ لأن مخرج الضاد حافة اللسان ، وحافة اللسان تنطبق على الأضراس كما ذكرنا ، وباقى اللسان ينطبق عليه الحنك ، قال سيبويه : لو لا الإطباق فى الصاد لكان سينا ، وفى الظاء كان ذالا ، وفى الطاء كان دالا ، ولخرجت الضاد من الكلام ؛ لأنه ليس شىء من الحروف من موضعها غيرها
قوله «والمنفتحة بخلافها» لأنه ينفتح ما بين اللسان والحنك عند النطق بها ، والمستعلية : ما يرتفع بسببها اللسان ، وهى المطبقة والخاء والغين المعجمتان والقاف ؛ لأنه يرتفع اللسان بهذه الثلاثة أيضا ، لكن لا إلى حد انطباق الحنك عليها ، والمنخفضة : ما ينخفض معه اللسان ولا يرتفع ، وهى كل ما عدا المستعلية
قوله «حروف الذلاقة» الذّلاقة : الفصاحة والخفة فى الكلام ، وهذه الحروف أخفّ الحروف ، ولا ينفك رباعى ولا خماسى من حرف منها ، إلا شاذا ، كالعسجد (١) والدّهدقة (٢) والزّهزقة (٣) والعسطوس (٤) ، وذلك لأن الرباعى والخماسى ثقيلان ، فلم يخليا من حرف سهل على اللسان خفيف ، والمصمتة : ضد حروف الذلاقة ، والشىء المصمت هو الذى لا جوف له ، فيكون ثقيلا ، سميت بذلك لثقلها على اللسان ، بخلاف حروف الذلاقة ، وقيل : إنما سميت بذلك لأنها أصمتت عن أن يبنى منها وحدها رباعى أو خماسى ،
__________________
(١) العسجد : الذهب ، وهو أيضا الجوهر كله كالدر والياقوت ، ويقال : بعير عسجد ؛ إذا كان ضخما
(٢) الدهدقة : مصدر قولك : دهدق اللحم ؛ إذا كسره وقطعه وكسر عظامه
(٣) الزهزقة : شدة الضحك ، وهى أيضا ترقيص الأم الصبى
(٤) العسطوس ـ كقربوس ـ : وربما شددت سينه الأولى : شجرة كالخيزران تكون بالجزيرة ، وهو أيضا رأس النصارى