وفى خبء (١) : خبو ، وهذا كما قالوا فى الهمز الساكن المتحرك ما قبله نحو رفأت ونشأت : رفوت ونشوت ، وفى خبأت وقرأت : خبيت وقريت ، وهذا عند سيبويه ردىء كله ، وأجاز الكوفيون قياسا قلب الهمزة المفتوحة خاصة ألفا بعد نقل حركتها إلى الساكن قبلها نحو المرأة والكماة ، وحكى سيبويه ذلك ، وقال : هو قليل ، ولا يجوز نقل الحركة فى باب انأطر (٢) لإلزامهم نون انفعل السكون
قوله «والتزم ذلك فى باب يرى وأرى يرى» كل ما كان من تركيب رأى سواء كان من الرؤية أو من الرأى أو الرؤيا إذا زدت عليه حرفا آخر لبناء صيغة وسكن راؤه وجب حذف همزته بعد نقل حركتها ، إلا مرأى ، ومرآة ، وذلك لكثرة الاستعمال ، وقد جاء إثباتها فى الشعر نحو قوله :
١٣١ ـ أرى عينيّ مالم ترأياه |
|
كلانا عالم بالتّرّهات (٣) |
__________________
منه ، وقد يخفف الفعل والمصدر فيقال : رفوت الثوب والسفينة رفوا ، ومنه قول أبى خراش الهذلى :
رفونى وقالوا : يا خويلد لا ترع |
|
فقلت وأنكرت الوجوه : هم هم |
(١) الخبء : مصدر خبأ الشىء يخبؤه ـ كمنعه يمنعه ـ إذا ستره ، والخبء أيضا : اسم ما خبأته ، من باب تسمية المفعول بالمصدر ، ومنه قوله تعالى (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
(٢) انأطر : مطاوع أطره يأطره أطرا ـ من بابى ضرب ونصر ـ إذا عطفه فانعطف : أى ثناه فانثنى.
(٣) هذا بيت نسبه الزجاجى إلى سراقة البارقى من أبيات يقولها للمختار بن عبيد ، ونسبه الجاحظ فى المحاسن والأضداد لرجل من خزاعة ، ولم يعينه ، والأبيات التى نسبت لسراقة هى :
ألا أبلغ أبا إسحق أنّى |
|
رأيت البلق دهما مصمتات |
أرى عينىّ ما لم ترأياه |
|
...... البيت |