لكنه مع ذلك غير مطرد ، إلا فى باب افتعل ؛ لما يجىء ، نحو تراث وتجاه وتولج وتترى (١) من المتواترة ، والتّلج (٢) والتّكأة (٣) وتقوى من وقيت ، وتوراة (٤) عند البصريين فوعلة من ورى الزند ، كتولج ؛ فان كتاب الله نور
__________________
بحرف اللين الساكن مع التاء لما بينهما من مقاربة المخرج ومنافاة الوصف ؛ لأن حرف اللين من الجمهور والتاء من المهموس» ا ه. هذا على المصطلح عليه فى معنى الهمس ، ولعله يريد منه معنى أوسع من المعنى : الاصطلاحى كالذى ذكره صاحب اللسان عن شمر حيث قال : «قال شمر : الهمس من الصوت والكلام : مالا غرر له فى الصدر ، وهو ما همس فى الفم»
(١) قال فى اللسان : «وجاءوا تترى ، وتترى (الأول غير منون والثانى منون) : أى متواترين ، التاء مبدلة من الواو ؛ قال ابن سيده : وليس هذا البدل قياسا ، إنما هو فى أشياء معلومة ، ألا ترى أنك لا تقول فى وزير : تزير ، إنما تقيس على إبدال التاء من الواو فى افتعل وما تصرف منها إذا كانت فاؤه واوا ؛ فأن فاءه تقلب تاء وتدغم فى تاء افتعل التى بعدها ، وذلك نحو اتزن ، وقوله تعالى : (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) من تتابع الأشياء وبينها فجوات وفترات ؛ لأن بين كل رسولين فترة ، ومن العرب من ينونها فيجعل ألفها للالحاق بمنزلة أرطى ومعزى ، ومنهم من لا يصرف ، يجعل ألفها للتأنيث بمنزلة ألف سكرى وغضبى ؛ قال الأزهرى : قرأ أبو عمرو وابن كثير تترى منونة ، ووقفا بالألف ، وقرأ سائر القراء تترى غير منونة» ا ه
(٢) التلج : فرخ العقاب ، وهو مأخوذ من الولوج ، فأصله ولج كصرد
(٣) التكأة ـ كتخمة ـ : العصا ، وما يتكأ عليه ، والرجل الكثير الاتكاء ، وأصله وكأة ، بدليل توكأت
(٤) اختلف النحويون فى التوراة ؛ فقال البصريون تاؤها بدل من الواو ، وأصلها ووراة على وزن فوعلة ، وذهبوا إلى أن اشتقاقها من ورى الزند ؛ إذا أخرج النار ، وذلك لأن كتاب الله تعالى يهتدى به ، والنار مصدر النور الذى يهتدى به ؛ ونصر هذا المذهب أبو على الفارسى ؛ لأن فوعلة فى الكلام أكثر من تفعلة مثل الحوصلة والجوهرة والدوخلة والحوقلة ، وهو مصدر قياسى لكل فعل على