لاما فتقلب ياء وإن تحركت كالداعى ؛ لأن اللام محل التغيير ، وإن كانت فاء متحركة مكسورا ما قبلها لم تقلب ياء ، نحو إوزّة ، وأصله إوززة ، وكذا العين نحو عوض ، إلا أن تكون عين مصدر معلّ فعله ، نحو قام قياما ، أو عين جمع معل واحده كديم (١) ، كما يجىء بعد ، وإنما لم تقلب المتحركة التى ليست لاما ياء لكسرة ما قبلها لقوتها بالحركة ، فلا تجذبها حركة ما قبلها إلى
__________________
فى شرح الكافية (ج ٢ ص ٢٥١) حيث يقول : «فى ما اعتل عينه من الماضى الثلاثى نحو قال وباع فيما بنى للمفعول منه ثلاث لغات : قيل وبيع باشباع كسرة الفاء ـ وهى أفصحها ، وأصلهما قول وبيع ، استثقلت الكسرة على حرف العلة فحذفت عند المصنف ولم تنقل إلى ما قبلها ، قال : لأن النقل إنما يكون إلى الساكن دون المتحرك ؛ فبقى قول وبيع ـ بياء ساكنة بعد الضمة ـ فبعضهم بقلب الياء واوا لضمة ما قبلها ؛ فيقول : قول ونوع ، وهى أقل اللغات ، والأولى قلب الضمة كسرة فى اليائى فيبقى بيع ؛ لأن تغيير الحركة أقل من تغيير الحرف ، وأيضا لأنه أخف من بوع ، ثم حمل «قول» عليه لأنه معتل عين مثله ؛ فكسرت فاؤه ، فانقلبت الواو الساكنة ياء. وعند الجزولى استثقلت الكسرة على الواو والياء فنقلت إلى ما قبلهما ؛ لأن الكسرة أخف من حركة ما قبلهما ، وقصدهم التخفيف ما أمكن ؛ فيجوز على هذا نقل الحركة إلى متحرك بعد حذف حركته إذا كانت حركة المنقول أخف من حركة المنقول إليه ، فبقى قول وبيع ، فقلبت الواو الساكنة ياء كما فى ميزان ؛ قال : وبعضهم يسكن العين ولا ينقل الكسرة إلى ما قبلها ؛ فيبقى الواو على حالها ، ويقلب الياء واوا ؛ لضمة ما قبلها ، وهذه أقلها ؛ لثقل الضمة والواو ، والأولى أولى ؛ لخفة الكسرة والياء ، وقول الجزولى أقرب ؛ لأن إعلال الكلمة بالنظر إلى نفسها أولى من حملها فى العلة على غيرها ، والمصنف إنما اختار حذف الكسرة لاستبعاد نقل الحركة إلى متحرك ، ولا بعد فيه على ما بينا» ا ه
(١) الديم : جمع ديمة ـ ككسرة وكسر ـ وهى المطر الدائم فى سكون ليس فيه رعد ولا برق. انظر (ح ٢ ص ١٠٤)