ناحيتها ، مع كونها فى غير موضع التغيير ، وكذا إذا كانت مدغمة ، نحو اجلوّاذ (١) ، لأنها إذن قوية فصارت كالحرف الصحيح ، وقد تقلب المدغمة ياء ، نحو اجليواذ ، وديوان ، كما تقلب الحروف الصحيحة المدغمة ياء ، نحو دينار
قوله «والياء واوا إذا انضم ما قبلها» إذا انضم ما قبل الياء فان كانت ساكنة متوسطة فلا يخلو : إما أن تكون قريبة من الطرف ، أو بعيدة منه.
فان كانت بعيدة منه بأن يكون بعدها حرفان قلبت الياء واوا ، سواء كانت زائدة كما فى بوطر (٢) أو أصلية كما فى كولل ، على وزن سودد من الكيل ، وكذا فعلل يفعلل منه ، نحو كولل يكيلل ، وسواء كانت الياء فاء كموقن وأوقن ، أو عينا نحو كولل ، إلا فى فعلى صفة نحو كيصى (٣) وضيزى (٤) وفى فعلان جمعا نحو بيضان ، كما يجىء حكمهما ، ولا تقلب الضمة لأجل الياء كسرة ، وذلك لأن الياء بعيدة من الطرف ؛ فلا يطلب التخفيف بتبقيتها بحالها ، بل تقلب واوا إبقاء على الضمة ؛ إذ الحركات إذا غيرت تغير الوزن ، وبإبدال
__________________
(١) الاجلواذ : مصدر اجلوذ الليل ؛ إذا ذهب ، واجلوذ بهم السير ؛ إذا دام مع السرعة فيه. انظر (ح ١ ص ٥٥ و ١١٨)
(٢) بوطر : مبنى للمجهول ، ومعلومه بيطرت الدابة ، والياء فيه زائدة للألحاق بدحرج ، والبيطرة : معالجة الدواب ، وانظر (ح ١ ص ٣)
(٣) يقال : رجل كيصى ؛ إذا كان ينزل وحده ويأكل وحده ، وأصله كيصى ـ بالضم ـ قلبت الضمة كسرة لتسلم الياء ، وإنما قلنا : أصله الضم ؛ لأن فعلى ـ بالكسر ـ لا يكون وصفا ، وفعلى ـ بالضم ـ كثير فى الصفات
(٤) يقال : ضاز فى الحكم ؛ إذا جار ، وضازه حقه يضيزه ضيزا ؛ إذا نقصه وبخسه ، وقسمة ضيزى : أى جائرة ، وأصلها ضيزى ـ بالضم ـ أبدلت الضمة كسرة لما قلنا فى كيصى