ما أولته به ، فتحمله ضميرا وترفع به ظاهرا إن جرى على غير ما هو له كقولك : «هذا أسد ابناه».
وهذا ـ أيضا ـ سائغ فى النعت والحال ؛ فمن النعت قول العرب : «مررت بقاع عرفج كلّه».
فـ «كلّه» توكيد للضمير المرتفع بـ «عرفج» ؛ لأن «عرفجا» ضمن معنى : خشن.
ومثله : «مررت بقوم عرب أجمعون» ؛ فضمن «عربا» معنى : فصحاء ورفع به ضميرا. و «أجمعون» توكيد له.
ومن أمثلة الكتاب : «مررت بزيد أسدا شدّة» فنصب أسدا (١) على الحال.
ومثل ذلك قول الراجز : [من الرجز]
وصاحب لا خير فى شبابه |
|
أصبح سوم (٢) العيش قد رمى به (٣) |
حوتا إذا ما زادنا جئنا به |
|
وقملة إن نحن باطشنا به (٤) |
ضمن «حوتا» معنى ملتقم ، و «قملة» معنى : حقير ؛ فنصبهما حالين.
(ص)
وضمن الجملة ذكر مخبر |
|
عنه بها كـ (هند بعلها غير جرى) |
وربّما خلت من الذّكر الجمل |
|
إن فهم المعنى ، ولم يخف خلل |
كقولك : (البرّ قفيز بكذا) |
|
بحذف (منه) فاعتبر كلّا بذا |
وحيث كان الذّكر مفعولا و (كلّ) |
|
أو شبهه مبتدأ فاحذف ودلّ |
ب (أصبحت أمّ الخيار تدّعى |
|
على ذنبا كلّه لم أصنع) |
والزم لكوفيّهم النّصب لدى |
|
حذف إذا ما لم يعمّ المبتدا |
__________________
(١) ينظر : الكتاب (١ / ٤٣٤).
(٢) السوم : له معان كثيرة ، ولعل أنسبها هنا : هو من سامه الأمر سوما : كلفه إياه ، وأولاه إياه ، وأكثر ما يستعمل فى العذاب والشر والظلم ، ومنه قوله سبحانه : (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ) ، والسّوم : أن تجشم الإنسان مشقة أو سوءا أو ظلما. اللسان (سوم).
(٣) الرجز للزبير بن العوام ، أو لعبد الله بن جعفر بن أبى طالب فى المنجد ص ٢٩٤ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (حوت) ، (قمل).
(٤) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (حوت) ، (سبد) ، (بطش) ، (قمل) ، وتاج العروس (سبد).