وتبعه فى ذلك الزمخشري (١).
والأمر بخلاف ما زعماه ؛ لوجوه :
أحدها : أن أشعار بنى تميم تتضمن دخول الباء على الخبر كثيرا ، منه قول الفرزدق أنشده سيبويه (٢) : [من الطويل]
لعمرك ما معن بتارك حقّه |
|
ولا منسئ معن ولا متيسّر (٣) |
ولو كان دخولها على الخبر مخصوصا بلغة أهل الحجاز ـ ما وجد فى لغة غيرهم.
الثانى : أن الباء إنما دخلت على الخبر بعد «ما» لكونه منفيّا ، لا لكونه خبرا منصوبا.
يدل على ذلك دخولها فى نحو : «لم أكن بقائم» ، وامتناع دخولها نحو : «كنت قائما».
وإذا ثبت كون المسوغ لدخولها النفى ، فلا فرق بين منفى منصوب المحل ، ومنفى مرفوع المحل.
الثالث : أن الباء المذكورة قد ثبت دخولها بعد بطلان العمل بـ «إن» كقول الشاعر : [من المتقارب]
لعمرك ما إن أبو مالك |
|
بواه ولا بضعيف قواه (٤) |
فكما دخلت على الخبر المرفوع بعد «إن» لكونه منفيّا كذلك تدخل على الخبر المرفوع دون وجود «إن» وهو ما أردناه.
وقد دخلت ـ أيضا ـ على الخبر المرفوع بعد «هل» ؛ كقوله : [من الطويل]
__________________
(١) قال الزمخشرى : «ودخول الباء فى الخبر نحو قولك : ما زيد بمنطلق ، إنما يصح على لغة أهل الحجاز ؛ لأنك لا تقول : زيد بمنطلق». ينظر : شرح المفصل : ٢ / ١١٤.
(٢) ينظر : الكتاب (١ / ٦٣).
(٣) البيت فى ديوانه ١ / ٣١٠ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٧٥ ، ٣٧٩ ، ٤ / ١٤٢ ، والدرر ٢ / ١٢٩ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ١٩٠ ، والكتاب ١ / ٦٣ ، وبلا نسبة فى همع الهوامع ١ / ١٢٨.
(٤) البيت للمتنخل الهذلى فى الأغانى ٢٣ / ٢٦٥ ، وأمالى المرتضى ١ / ٣٠٦ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٤٦ ، والدرر ٢ / ١٢٣ ، وشرح أشعار الهذليين ٣ / ١٢٧٦ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٦٤ ، ولذى الإصبع العدوانى فى خزانة الأدب ٤ / ١٥٠ برواية :
وما إن أسيد أبو مالك |
|
بوان ولا بضعيف قواه |
وبلا نسبة فى جواهر الأدب ص ٥٣ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٤٢ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٢٤ ، وهمع الهوامع ١ / ٢٢٧.