الاختصاص بالمبتدإ والخبر ، وكان الاختصاص مفقودا بتركيبها مع «ما» فتصير جائزة الدخول على الفعل والاسم ـ بطل عملها لشبهها حينئذ بالحروف المهملة لعدم اختصاصها.
إلا (ليتما) فإن اختصاصها بالمبتدإ والخبر باق ، فأعملت وأهملت.
فمن أعملها ، فلبقاء الاختصاص.
ومن أهملها فإلحاقا بأخواتها ، ولأنها باينت «كان» حين قارنها ما لا يقارن «كان» ؛ كما أهملت «ما» حين وصلت بـ «إن» لأنها باينت «ليس» بمقارنتها ما لا يقارنها.
وقد روى بيت النابغة : [من البسيط]
قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا |
|
إلى حمامتنا أو نصفه فقد (١) |
بنصب «الحمام» ورفعه ؛ ورفعه أقيس.
وحكى ابن برهان (٢) أن الأخفش روى عن العرب : «إنّما زيدا قائم» ؛ فأعمل «إنّ» مع زيادة «ما».
وحكى مثل ذلك الكسائى فى كتابه.
وأما (ليتما) فالجميع روى عن العرب إعمالها وإلغاءها.
__________________
(١) البيت فى ديوانه ص ٢٤ ، والأزهية ص ٨٩ ، ١١٤ ، والأغانى ١١ / ٣١ ، والإنصاف ٢ / ٤٧٩ ، وتخليص الشواهد ص ٣٦٢ ، وتذكرة النحاة ص ٣٥٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٢٥١ ، ٢٥٣ ، والخصائص ٢ / ٤٦٠ ، والدرر ١ / ٢١٦ ، ٢ / ٢٠٤ ، ورصف المبانى ص ٢٩٩ ، ٣١٦ ، ٣١٨ ، وشرح التصريح ١ / ٢٢٥ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٦٢ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٧٥ ، ٢٠٠ ، ٢ / ٦٩٠ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٣٣ ، وشرح المفصل ٨ / ٥٨ ، والكتاب ٢ / ١٣٧ ، واللمع ص ٣٢٠ ، ومغنى اللبيب ١ / ٦٣ ، ٢٨٦ ، ٣٠٨ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢٥٤ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٣٤٩ ، وخزانة الأدب ٦ / ١٥٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٤٣ ، وشرح قطر الندى ص ١٥١ ، ولسان العرب (قدد) ، والمقرب ١ / ١١٠ ، وهمع الهوامع ١ / ٦٥.
(٢) هو عبد الواحد بن على بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن برهان ، أبو القاسم الأسدى العكبرى النحوى ، صاحب العربية واللغة والتواريخ وأيام العرب ، كانت فى أخلاقه شراسة على من يقرأ عليه ، وكان زاهدا ، عرف الناس منه ذلك ، وكان يتكبر على أولاد الأغنياء ، مات سنة ٤٥٦ ه.
من تصانيفه : الاختيار فى الفقه ، أصول اللغة ، اللمع فى النحو.
ينظر : بغية الوعاة (٢ / ١٢٠) ، الأعلام (٤ / ١٧٦) ، تاريخ بغداد (١١ / ١٧).