ببقاء عملها ، لكن على وجه تبين (١) فيه الضعف ، وذلك بأن جعل اسمها محذوفا لتكون بذلك عاملة كلا عاملة.
ومما يوجب مزيتها على المكسورة أن طلبها لما تعمل فيه من جهة الاختصاص ومن جهة وصليتها بمعمولها ، ولا تطلب المكسورة ما تعمل فيه إلا من جهة الاختصاص ؛ فضعفت بالتخفيف ، وبطل عملها ـ غالبا ـ بخلاف المفتوحة.
ومثلها «كأنّ» لتركيبها من «أن» والكاف.
وقد يظهر اسماهما. فمثال ذلك فى «أن» ، قول الشاعر : [من المتقارب]
لقد علم الضّيف والمرملون (٢) |
|
إذا اغبرّ أفق وهبّت شمالا |
بأنك ربيع ، وغيث مريع |
|
وأنّك هناك تكون الثّمالا (٣) |
ومثال ذلك فى «كأنّ» ، قول الشاعر : [من الطويل]
فيوما توافينا بوجه مقسّم |
|
كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم (٤) |
على من نصب «ظبية» ، ويروى برفعها على حذف الاسم ، ويروى بجرها على زيادة «أن» بين كاف الجر ، والمجرور بها.
ولا يكون الخبر عند إضمار اسم «أن» إلا جملة :
إما اسمية ، كقول الأعشى : [من البسيط]
فى فتية كسيوف الهند قد علموا |
|
أن هالك كلّ من يحفى وينتعل (٥) |
__________________
(١) فى أ: يتبين.
(٢) المرمل : الذى لا زاد معه. مقاييس اللغة (رمل).
(٣) البيت لكعب بن زهير فى الأزهية ص ٦٢ ، وتخليص الشواهد ص ٣٨٠ ، وليس فى ديوانه ، وهو لجنوب بنت عجلان فى الحماسة الشجرية ١ / ٣٠٩ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٣٨٤ ، وشرح أشعار الهذليين ٢ / ٥٨٥ ، وشرح التصريح ١ / ٢٣٢ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢٨٢ ، ولعمرة بنت عجلان أو لجنوب بنت عجلان فى شرح شواهد المغنى ١ / ١٠٦ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ١ / ٢٠٧ ، وأوضح المسالك ١ / ٣٧٠ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤٢٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٤٦ ، وشرح قطر الندى ص ١٥٦ ، وشرح المفصل ٨ / ٧٥ ، ولسان العرب (أنن) ، ومغنى اللبيب ١ / ٣١ ، وتاج العروس (أنن).
(٤) البيت لعلباء بن أرقم فى تاج العروس (قسم) ، وبلا نسبة فى تاج العروس (أنن).
(٥) البيت فى ديوانه ص ١٠٩ ، والأزهية ص ٦٤ ، والإنصاف ص ١٩٩ ، وتخليص الشواهد ص ٣٨٢ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤٢٦ ، ٨ / ٣٩٠ ، ١٠ / ٣٩٣ ، ١١ / ٣٥٣ ، ٣٥٤ ، والدرر ٢ / ١٩٤ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٧٦ ، والكتاب ٢ / ١٣٧ ، ٣ / ٧٤ ، ١٦٤ ، ٤٥٤ ، والمحتسب ١ / ٣٠٨ ، ومغنى اللبيب ١ / ٣١٤ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٢٨٧ ، والمنصف ٣ / ١٢٩ ، وبلا ـ