قال ابن مالك فى مقدمة ألفيته : [من مزدوج الرجز]
وتقتضى رضا بغير سخط |
|
فائقة ألفيّة ابن معط |
ومما لا شك فيه أن ابن مالك قد نظر طويلا فى ألفية ابن معط ، وقد ثبت أنه كان يقرئها تلاميذه. ذكر ابن حجر العسقلانى فى كتاب : «الدرر الكامنة فى أعيان المائة الثامنة» فى ترجمة أحمد بن عبد الرحيم بن شعبان الدمشقى الحنفى ؛ أنه قرأ ألفية ابن معط على ابن مالك.
والألفية لشهرتها لا يكاد يخلو منها بيت فيه من يطلب العلم خاصة علم العربية.
٤ ـ تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ، المشهور بالتّسهيل :
سبق أن ذكرنا أن ابن مالك صنف التسهيل ، وهو بدمشق بعد أن استقرّ بها ، بعد أن صنف الكافية الشافية فى حلب التى تلاها تصنيف الخلاصة فى حماة.
ويبدو أن ابن مالك بعد أن درس النحو على أساتذته فى المشرق والمغرب الذين سبقت الإشارة إليهم ، وبدأ تدريسه والتصنيف فيه ـ أحسّ صعوبة فى مؤلفات النحو السابقة كمفصّل الزمخشرى ، وكتاب سيبويه ، وإيضاح أبى على الفارسى ، وجمل الزجاجى ، وغيرها من كتب النحو التى كانت متداولة لدى الدارسين ـ وضع كتابه هذا «التسهيل» رغبة منه فى المشاركة فى عملية تيسير النحو ، وهو الاتجاه الغالب فى كل كتبه النحوية واللغوية نثرا ونظما ، على ما سنذكره بعد ـ إن شاء الله تعالى ـ ، وأسمى كتابه : «التسهيل» ليتفق وغرضه الأساسى من تأليفه.
وموضوع التسهيل هو النحو والصرف ، وقد قسم ابن مالك موضوعات التسهيل إلى أبواب ، وقد يقسم بعض الأبواب إلى فصول ، ولعل ابن مالك بهذا يعتبر أول من أحدث هذا التقسيم فى التصنيف فى النحو العربى ؛ فقد قسم سيبويه مسائل النحو فى كتابه إلى أبواب ، وقسمها الزمخشرى فى مفصّله إلى فصول ، وقسم ابن مالك رءوس المسائل إلى أبواب ، وفروعها إلى فصول ؛ فجاء هذا التقسيم نسيج وحده بين كتب النحو.
وثمة ملحظان آخران يمكننا لحاظهما :
الأول : اجتهاد ابن مالك وابتكاره لكثير من المسميات والاصطلاحات لعناوين الأبواب والفصول والتى لا تزال هى المتداولة إلى اليوم ؛ على ما نشير إليه بعد فى مذهبه النحوى.