عمرو ، وغير عمرو» و «جاء غير محمّد القوم» ، و «ما بها إنسان غير وتد» ـ على لغة أهل الحجاز ـ و «غير وتد» ـ على لغة بنى تميم ـ كما تقول : «قاموا إلّا زيدا» و : «ما ساروا إلّا عمرا وإلّا عمرو» و : «جاء إلّا محمّدا القوم» ، و : «ما بها إنسان إلّا وتدا ، وإلّا وتد» ؛ [تعرب «غيرا» بإعراب الواقع بعد «إلّا»].
ويجوز فى تابع ما استثنى بـ «غير» : الجر على اللفظ ، وغير الجر بحسب ما كان يستحق لو وقع بعد «إلّا» : فمراعاة اللفظ ظاهرة ، ومراعاة المحل على تقدير «إلّا» كقولك : «قاموا غير زيد وعمرا» و «ما قام غير زيد وعمرو» ؛ لأن المعنى «قاموا إلّا زيدا وعمرا» و «ما قاموا إلّا زيد وعمرو» ، وعلى ذلك فقس والله أعلم.
(ص)
(سوى) كـ (غير) فى جميع ما ذكر |
|
وعدّه من الظّروف مشتهر |
ومانع تصريفه من عدّه |
|
ظرفا ، وذا القول الدّليل ردّه |
فإنّ إسنادا إليها كثرا |
|
وجرّها نثرا ونظما شهرا |
(ش) «سوّى» المشار إليه اسم يستثنى به ، ويجر ما يستثنى به لإضافته إليه ، ويعرب هو تقديرا ؛ كما تعرب «غير» لفظا ؛ خلافا لأكثر البصريين فى ادعاء لزومها النصب على الظرفية ، وعدم التصرف.
وإنما اخترت خلاف ما ذهبوا إليه لأمرين :
أحدهما : إجماع أهل اللغة على أن معنى قول القائل : «قاموا سواك» و «قاموا غيرك» واحد ، وأنه لا أحد منهم يقول : «إن «سوى» عبارة عن مكان أو زمان» ، وما لا يدل على مكان ، ولا زمان فبمعزل عن الظرفية.
الثانى : أن من حكم بظرفيتها حكم بلزوم ذلك ، وأنها لا تتصرف ؛ والواقع فى كلام العرب نثرا ونظما خلاف ذلك ؛ فإنها قد أضيف إليها وابتدئ بها ، وعمل فيها نواسخ الابتداء وغيرها من العوامل اللفظية.
فمن ذلك قول النبى صلىاللهعليهوسلم : «سألت ربّى ألّا يسلّط على أمّتى عدوّا من سوى أنفسهم» (١) ، وقوله ـ عليه الصلاة والسّلام ـ : «ما أنتم فى سواكم من الأمم إلّا
__________________
(١) أخرجه أحمد (٥ / ٢٧٨ ـ ٢٨٤) ، ومسلم (٤ / ٢٢١٥) : كتاب الفتن : باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض ، (١٩ ـ ٢٨٨٩) ، وأبو داود (٤ / ٩٨) : كتاب الفتن : باب ذكر الفتن ـ