وللتعليل كقوله ـ تعالى ـ : (وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ) [البقرة : ١٩٨] ، وجعل ابن برهان من هذا قوله ـ تعالى ـ : (وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ) [القصص : ٨٢] أى : أعجب لأنه لا يفلح الكافرون ؛ كذا قدره ، ثم قال : وحكى سيبويه : «كما أنّه لا يعلم فتجاوز الله عنه» ، والتقدير : لأنه لا يعلم فتجاوز الله عنه ، و «ما» : زائدة بين الكاف و «أنّ». هكذا قال ابن برهان.
ولا يقال : «مذه» ولا «منذه» ولا «حتّاه» ولا «كه» إلا فى الشعر ؛ كقول الراجز : [من الراجز]
ولا ترى بعلا ولا حلائلا |
|
كه ، ولا كهنّ إلا حاظلا (١) |
يقال : «والله» و «تالله». ولا يقال : «وه» ولا «ته».
ولا يجر بـ «مذ» و «منذ» غير وقت ، ولا بـ «ربّ» غير نكرة معنى ولفظا ، أو معنى لا لفظا ؛ نحو : «ربّه رجلا» ، و «ربّ رجل وأخيه» ؛ فإن هاء : «ربه رجلا» لا تدل على معين ، وإن كان لفظها لفظ معرفة ؛ وكذا لفظ «أخيه» بعد «رجل» كلفظ معرفة ، وهو فى المعنى نكرة ؛ لأن معناه : «ربّ رجل ، وأخ له».
ولا يجر بالتاء إلا «الله» إلا ما حكى الأخفش من قول بعضهم : «ترب الكعبة» (٢).
(ص)
ومضمر الغيبة كاف خفضا |
|
فى الشّعر منه قول بعض من مضى |
(ولا ترى بعلا ولا حلائلا |
|
كه ولا كهنّ إلّا حاظلا) |
__________________
٢ / ٢٩٦ ، واللمع فى العربية ص ١٥٨ ، والمقتضب ٤ / ٤١٨ ، وجمهرة اللغة ص ٨٢٤ ، تاج العروس (مثل) ، لسان العرب (مثل).
(١) الحظل : الغيرة ومنع المرأة من التصرف والحركة. (المقاييس ـ حظل) والبيت لرؤبة فى ديوانه ص ١٢٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٩٥ ، ١٩٦ ، الدرر ٥ / ٢٦٨ ، ٤ / ١٥٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٦٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٤ والمقاصد النحوية ٣ / ٢٥٦ ، وللعجاج فى الكتاب ٢ / ٣٨٤ ، وليس فى ديوانه وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ١٨ ، جواهر الأدب ص ١٢٤ ، ورصف المبانى ص ٢٠٤ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٨٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٥٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٦٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٠.
(٢) قال الزمخشرى : ... التاء مبدلة عن الواو فى تالله خاصة ، وقد روى الأخفش «ترب الكعبة) ... إلخ». ينظر : شرح المفصل : ٨ / ٣٢. ـ