[الحج : ٣٠] ، وقوله ـ تعالى ـ : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ) [الأعراف : ١٨٥].
ودلالة «حتى» و «إلى» على الانتهاء كثير ، إلا أن «إلى» أمكن من «حتى» ؛ ولذلك يقال : «سرى زيد إلى نصف النّهار ، وعمرو إلى الصّباح» ، ولا يجر بـ «حتّى» إلا آخر أو ما اتصل بآخر كقوله ـ تعالى ـ : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر : ٥].
ومثال الانتهاء باللام قوله ـ تعالى ـ : (وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ) [الزمر : ٥].
ومثال «من» الدالة على البدل قوله ـ تعالى ـ : (وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ) [الزخرف : ٦٠] أى : بدلكم.
وقول الراجز : [من الرجز]
جارية لم تأكل المرقّقا |
|
ولم تذق من البقول الفستقا (١) |
أى : بدل البقول.
ومثال الباء الدالة على البدل قول النبى ـ عليهالسلام ـ : «لا يسرّنى بها حمر النّعم» (٢) ، وقول الشاعر : [من البسيط]
__________________
(١) الرجز لرؤبة فى ديوانه ص ١٨٠ ، ولأبى نخيلة فى شرح شواهد المغنى ٢ / ٧٣٥ ، والشعر والشعراء ٢ / ٦٠٦ ، ولسان العرب (سكف) ، (فستق) ، (بقل) ، وتاج العروس (فستق) ، ولهميان بن قحامة فى المخصص ١١ / ١٣٩ ، وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ١٣٢٩ ، والجنى الدانى ص ٣١١ ، وجواهر الأدب ص ٢٧٥ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٣٢٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦٠ ، ومغنى اللبيب ١ / ٣٢٠.
(٢) أخرجه أحمد (٥ / ٦٩) ، والبخارى (٣ / ٦٦) : كتاب الجمعة : باب من قال فى الخطبة بعد الثناء : أما بعد ، (٩٢٣) ، و (٦ / ٣٨١) كتاب فرض الخمس : باب ما كان النبى صلىاللهعليهوسلم يعطى المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه ، (٣١٤٥) ، و (١٥ / ٤٨٩) : كتاب التوحيد : باب قول الله تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) (٧٥٣٥) من حديث عمرو بن تغلب أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أتى بمال ـ أو سبى ـ فقسمه ، فأعطى رجالا وترك رجالا ، فبلغه أن الذين ترك عتبوا ، فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال : أما بعد ، فوالله إنى لأعطى الرجل وأدع الرجل ، والذى أدع أحب إلىّ من الذى أعطى. ولكن أعطى أقواما لما أرى فى قلوبهم من الجزع والهلع. وأكل أقواما إلى ما جعل الله فى قلوبهم من الغنى والخير ، منهم عمرو بن تغلب». فو الله ما أحبّ أنّ لى بكلمة رسول الله صلىاللهعليهوسلم حمر النعم.
وأخرج أحمد (٥ / ٢٤١) من حديث معاذ بن جبل قال : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم