وكونها لشبه الملك ؛ كقولك : «السّرج للفرس» ، و «القتب للبعير».
ومثال التعدية بها قوله ـ تعالى ـ : (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) [مريم : ٥].
ومثال التعليل قول الشاعر :
وإنّى لتعرونى لذكراك هزّة |
|
كما انتفض العصفور بلّله القطر (١) |
وتزاد اللام مقوية لعامل ضعف بالتأخير ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ) [يوسف : ٤٣] ، وقوله : (أَخَذَ الْأَلْواحَ وَفِي نُسْخَتِها هُدىً وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) [الأعراف : ١٥٤] ، أو بكونه فرعا ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ) [البقرة : ١٠١] ، وقوله : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) [البروج : ١٦].
ولا يفعل ذلك إلا بمتعد إلى واحد ؛ إذ لو فعل ذلك بمتعد إلى اثنين فإما أن يزاد فيهما (٢) ، أو فى أحدهما ، وفى كليهما محذور.
أما الزيادة فيهما فيلزم منها تعدية فعل واحد إلى مفعولين بحرف واحد ، ولا نظير له.
وأما الزيادة فى أحدهما فيلزم منها ترجيح دون مرجح ، وإيهام غير المقصود ؛ فوجب اجتنابه.
وإلى هذا أشرت بقولى :
وزيد مع مفعول ذى الواحد إن |
|
بالسّبق أو تفريغ عامل يهن |
ومثال التعليل بالباء و «فى» قوله ـ تعالى ـ : (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ) [النساء : ١٦٠] وقوله ـ تعالى ـ : (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) [الأنفال : ٦٨].
ومثال الظرفية بهما قوله ـ تعالى ـ : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ) [الروم : ١ ـ ٤] ، وقوله : (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ) [الصافات : ١٣٧].
__________________
(١) البيت لأبى صخر الهذلى فى الأغانى ٥ / ١٦٩ ، ١٧٠ ، والإنصاف ١ / ٢٥٣ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٥٤ ، ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، ٢٦٠ ، والدرر ٣ / ٧٩ ، وشرح أشعار الهذليين ٢ / ٩٥٧ ، وشرح التصريح ١ / ٣٣٦ ، ولسان العرب (رمث) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٦٧ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٧ / ٢٩ ، وأمالى ابن الحاجب ٢ / ٦٤٦ ، ٦٤٨ ، وأوضح المسالك ٢ / ٢٢٧ ، وشرح الأشمونى ١ / ٢١٦ ، وشرح شذور الذهب ص ٢٩٨ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٦١ ، وشرح قطر الندى ص ٢٢٨ ، وشرح المفصل ٢ / ٦٧ ، والمقرب ١ / ١٦٢ ، وهمع الهوامع ١ / ١٩٤.
(٢) فى أ: لم تخل من أن تزاد فيهما.