ونصبهما بتقدير «أقسم» معدى بالباء ، ثم حذف الفعل والباء ، وانتصبا ، وأبدل منهما «الله».
ومن شواهد نصب ما بعد «قعد» قول الشاعر : [من الخفيف]
قعدك الله قد علمت بأنّى |
|
فى هواك استطبت كلّ معنّى (١) |
ومن شواهد نصب ما بعد «قعيد» قول قيس العامرى : [من الطويل]
قعيدك ربّ النّاس يا أمّ مالك |
|
ألم تعلمينا نعم مأوى المعصّب (٢) |
وقال الفرزدق : [من الطويل]
قعيد كما الله الّذى أنتما له |
|
ألم تسمعا بالبيضتين المناديا (٣) |
ثم قلت :
والعمر إن لم يك رافعا ولم |
|
ينصب فرفعه مع اللّام انحتم |
فنبهت بذلك على وجوب الرفع عند اقترانه باللام ، وعدم إعماله عمل الفعل كقوله ـ تعالى ـ : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الحجر : ٧٢].
ثم قلت :
ودونها انصب ... |
|
... |
فنبهت على وجوب النصب عند نزع اللام ، وعدم إعماله عمل الفعل ؛ كقول أبى شهاب الهذلى : [من الطويل]
فإنّك عمر الله إن تسأليهم |
|
بأحسابنا إذا تجلّ الكبائر |
ينبّوك أنّا نفرج الهمّ كلّه |
|
بحقّ وأنّا فى الحروب مساعر (٤) |
__________________
(عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) أى رقيب وحفيظ ، وقعد وقعيد فى هذا القول ، كخلّ وخليل ، وندّ ونديد ، وشبه وشبيه ، وإذا كان كذلك فهما من صفات القدير سبحانه وتعالى ، فهو الرقيب الحفيظ ، فإذا قلت : قعدك الله وقعيدك الله ، على هذا المعنى ، نصبت اسم الله على البدل.
(١) ينظر شرح التسهيل ٣ / ١٩٧.
(٢) البيت لقريبة الأعرابية فى تاج العروس (قعد) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (قعد) ، وتهذيب اللغة ١ / ٢٠٠.
(٣) البيت فى ديوانه ٢ / ٣٦٠ ، والدرر ٤ / ٢٥٣ ، ولسان العرب (قعد) ، ولجرير فى لسان العرب (بيض) ، وليس فى ديوانه ، وبلا نسبة فى لسان العرب (بقق) ، وهمع الهوامع ٢ / ٤٥.
(٤) ينظر شرح التسهيل ٣ / ٢٠٢.