وأصله من جرمت ، أى : كسبت.
وبنو فزارة (١) يقولون : «لا جر أنك قائم» فيحذفون الميم ، وبعض بنى كلاب يقول : «لا ذا جرم» (٢).
ونبهت بقولى :
وبجواب سابق من شرط او |
|
يمين استغنوا ... |
على أنه إذا اجتمع فى كلام واحد شرط وقسم ، استغنى بجواب أحدهما عن جواب الآخر ، وكان الشرط حقيقا بأن يستغنى بجوابه ـ مطلقا ـ لأن تقدير سقوطه مخل بمعنى الجملة التى هو منها ، وتقدير سقوط القسم غير مخل ؛ لأنه مسوق لمجرد التوكيد ، والاستغناء عن التوكيد سائغ. ففضل الشرط بلزوم الاستغناء بجوابه ـ مطلقا ـ إذا تقدم عليه وعلى القسم ذو خبر نحو :
... |
|
... (الفتى والله إن يقصد يبرّ) |
فإن لم يتقدم ذو خبر ، وأخر القسم ، وجب الاستغناء عن جوابه بجواب الشرط.
وإن أخر الشرط استغنى فى أكثر الكلام عن جوابه بجواب القسم ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَ) [النور : ٥٢].
ولا يمتنع الاستغناء بجواب الشرط مع تأخره ، ومن شواهد ذلك قول الأعشى :
__________________
(١) فزارة بن ذبيان : بطن عظيم من غطفان ، من العدنانية ، وهم : بنو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. ينقسم إلى خمسة أفخاذ : عدى ، سعد ، شمخ ، مازن ، وظالم. ومنهم : بنو العشراء ، وبنو غراب وكان من هذا البطن جماعة من العلماء والأئمة.
منازلهم : كانت منازلهم بنجد ووادى القرى ، ثم تفرقوا ، فنزلوا بصعيد مصر ، وضواحى القاهرة ، فى قليوب ، وما حولها ، وفى المنطقة الواقعة ما بين برقة ، وطرابلس ، والمغرب الأقصى وعدّوا فزارة من قبائل بنى سويف والفيوم سنة ١٨٨٣ م.
ومن بلاد فزارة ومنازلها : الأكادر ، الجناب عريمة ، الشّريّة ، يديع ، اللّقاطة ، التغلمان ، الأعزلة ، أرل ، ذروة ، الجعلة ، وطميّة.
ينظر : معجم قبائل العرب (٣ / ٩١٨).
(٢) قال ابن منظور : وقال ثعلب : الفراء والكسائى يقولان : لا جرم تبرئة ، ويقال : لا جرم ، ولا ذا جرم ، ولا أن ذا جرم ، ولا عن ذا جرم. ولا جر ، حذفوه لكثرة استعمالهم إياه ، قال الكسائى : من العرب من يقول : لا ذا اجرم ، ولا أن ذا جرم ، ولا عن ذا جرم ، ولا جر ، بلا ميم ، وذلك لأنه كثر فى الكلام فحذفت الميم.
ينظر : اللسان : ١ / ٦٠٦ (جرم) ينظر فى ذلك ـ أيضا ـ معانى القرآن للفراء : ٢ / ٩.