إنّى اعتمدتك يا يز |
|
يد ونعم معتمد الوسائل (١) |
ثم بينت أن «نعم» إذا ذكرت بعد ما يغنى عن المخصوص لا تتحمل ضميره عند أكثر العرب ، بل تأتى مجردة للإسناد إلى ما بعدها نحو : «الزّيدان نعم الرّجلان» أو «نعم رجلين» و «الزّيدون نعم الرّجال» أو «نعم رجالا».
هذا هو المشهور ، وحكى الكسائى عن بعض العرب : «نعمّا رجلين» و «نعموا رجالا» وإليه أشرت بقولى :
... |
|
... إلا فى شذوذ |
ثم بيت أن «ما» فى «نعمّا» و «بئسما» نكرة بمعنى «شيء» ، وموضعها نصب على التمييز ، والفاعل مضمر.
وإلى هذا ذهب الزمخشري (٢) وكثير من المتأخرين وظاهر قول سيبويه (٣) أن «ما» فاعله ، وأنها اسم تام معرفة ، وندر تمامها معرفة هنا كما ندر تمامها نكرة فى (باب التعجب) :
قال ابن خروف : وتكون «ما» تامة معرفة غير صلة نحو : «دققته دقّا نعمّا» ، قال سيبويه : أى : نعم الدق ، و «نعمّا هى» أى : نعم الشيء إبداؤها ، فحذف المضاف وهو الإبداء ، وأقام ضمير الصدقات مقامه. و «نعمّا صنعت» و «بئسما فعلت» أى :
نعم الشيء شيء صنعت (٤).
هذا كلام ابن خروف معتمدا على كلام سيبويه.
وسبقه إلى ذلك السيرافى ، وجعل نظيره قول العرب : «إنّى ممّا أن أصنع» أى :
من الأمر أن أصنع ؛ فجعل «ما» وحدها فى موضع الأمر ، ولم يصلها بشيء ، وتقدير الكلام : إنى من الأمر صنعى كذا وكذا ، فالياء اسم «إنّ» ، و «صنعى» مبتدأ ، و «من الأمر» خبر «صنعى» والجملة فى موضع رفع خبر «إنّ».
__________________
(١) البيت للطرماح بن حكيم فى ديوانه ص ٣٧٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢١١ ، وبلا نسبة فى شرح عمدة الحافظ ص ٧٩٤ ، وينظر شرح التسهيل ٣ / ١٨.
(٢) قال الزمخشرى : وقوله تعالى : (فَنِعِمَّا هِيَ) «نعم» فيه مسند إلى الفاعل المضمر ومميزه (ما) وهى نكرة لا موصولة ولا موصوفة والتقدير : فنعم شيئا هى. ينظر : شرح المفصل (٧ / ١٣٤).
(٣) ينظر : الكتاب (١ / ٧٣).
(٤) ينظر : الكتاب (١ / ٧٣). وفى أ: ما صنعت.