وقد أوقع «ثمّ» موقع الفاء من قال : [من المتقارب]
كهزّ الرّدينى تحت العجاج |
|
جرى فى الأنابيب ثمّ اضطرب (١) |
ومن المتبعات لفظا ومعنى : «حتّى» إلا أن المعطوف بها لا يكون إلا بعضا أو كبعض ، وغاية للمعطوف عليه إما فى نقص ، وإما فى زيادة ، فيدخل فيما هو غاية فى نقص : الأضعف ، والأصغر ، والأقل ، وفيما هو غاية فى زيادة : الأقوى ، والأعظم ، والأكثر ؛ نحو : «غلبك النّاس حتّى النّساء» و «أحصيت الأشياء حتّى مثاقيل الذّر» ، ومن كلام العرب : «استنّت الفصال حتّى القريعى» (٢).
وقد اجتمع العطف بـ «حتّى» على غاية القوة وغاية الضعف فى قول الشاعر : [من الطويل]
قهرناكم حتّى الكماة فإنّكم |
|
لتخشوننا حتّى بنينا الأصاغرا (٣) |
وجعلت المعطوف بـ «حتّى» بعضا أو شبهه تنبيها على نحو : «أعجبتنى الجارية حتّى حديثها» ؛ فإن «حديثها» ليس بعضا ولكنه كالبعض ؛ لأنه معنى من معانيها.
وقد لا يكون المعطوف بها بعض ما قبلها إلا بتأويل كقول الشاعر : [من الكامل]
ألقى الصّحيفة كى يخفّف رحله |
|
والزّاد حتّى نعله ألقاها (٤) |
__________________
(١) البيت لأبى دؤاد الإيادى فى ديوانه ص ٢٩٢ ، والدرر ٦ / ٩٦ ، وشرح التصريح ٢ / ١٤٠ ، وشرح شواهد المغنى ص ٣٥٨ ، والمعانى الكبير ١ / ٥٨ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٣١ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٣٦٣ ، والجنى الدانى ص ٤٢٧ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤١٧ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦١٢ ، ومغنى اللبيب ص ١١٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣١.
(٢) تصغير القرعى : وهى التى بها القرع وهو داء ، واستنانها من المرح ؛ يضرب فى الأمر الذى يدخل فيه كل أحد حتى أعجزهم عنه. ينظر : المستقصى فى أمثال العرب (١ / ١٥٨).
(٣) البيت بلا نسبة فى الجنى الدانى ص ٥٤٩ ، والدرر ٦ / ١٣٩ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٠١ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٣٧٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦١٥ ، ومغنى اللبيب ١ / ١٢٧ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٦.
(٤) البيت للمتلمس فى ملحق ديوانه ص ٣٢٧ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٣٧٠ ، ولأبى (أو لابن) مروان النحوى فى خزانة الأدب ٣ / ٢١ ، ٢٤ ، والدرر ٤ / ١١٣ ، وشرح التصريح ٢ / ١٤١ ، والكتاب ١ / ٩٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٣٤ ، ولمروان بن سعيد فى معجم الأدباء ١٩ / ١٤٦ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٢٦٩ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٦٥ ، والجنى الدانى ص ٥٤٧ ، ٥٥٣ ، وخزانة الأدب ٩ / ٤٧٢ ، والدرر ص ١٨٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٨٩ ، وشرح قطر الندى ص ٣٠٤ ، وشرح المفصل ٨ / ١٩ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ٢٤ ، ٣٦.