وأما العطف بـ «أو» :
فتخيير نحو : «خذ هذا أو هذا».
أو إباحة نحو : «جالس الحسن أو ابن سيرين».
أو تبيين قسمة نحو : «الاسم نكرة أو معرفة».
أو إبهام كقوله تعالى : (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) [سبأ : ٢٤].
أو شك نحو : «قام زيد أو عمرو».
وأجاز الكوفيون موافقتها «بل» فى الإضراب ، وحكى الفراء : «اذهب إلى زيد أو دع ذلك فلا تبرح اليوم» فالظاهر أن هذا إضراب صريح.
ووافق الكوفيين أبو على وابن برهان. قال ابن برهان فى «شرح اللمع» : «قال أبو على : «أو» حرف يستعمل على ضربين : أحدهما : أن يكون لأحد الشيئين أو الأشياء ، والآخر : أن يكون للإضراب».
وقال ابن برهان : «وأما الضرب الثانى فنحو : «أنا أخرج ثمّ تقول : أو أقيم» ، أضربت عن الخروج ، وأثبت الإقامة كأنك قلت : لا بل أقيم».
وهذا معنى قولى :
... |
|
والإضراب عن قوم نمي |
ومن مجيء «أو» للإضراب : قول جرير يخاطب هشام بن عبد الملك : [من البسيط]
ما ذا ترى فى عيال قد برمت بهم |
|
لم أحص عدّتهم إلّا بعدّاد |
كانوا ثمانين أو زادوا ثمانية |
|
لو لا رجاؤك قد قتّلت أولادي (١) |
ثم نبهت بقولى :
وربّما عاقبت الواو ... |
|
... |
على أن «أو» قد تقع موضع الواو ؛ وذلك إذا أمن اللبس كقول الشاعر : [من البسيط]
__________________
(١) البيتان فى ديوانه ص ٧٤٥ ، وجواهر الأدب ص ٢١٧ ، والدرر ٦ / ١١٦ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٠١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٢٧ ، ومغنى اللبيب ١ / ٦٤ ، ٢٧٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٤٤ ، وبلا نسبة فى تذكرة النحاة ص ١٢١ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٣٢ (الثانى فقط) ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٤.