ولكن عدم الفصل فيه أكثر.
ومن شواهد الفصل قول الشاعر : [من الخفيف]
ليت شعرى سعا أترضين من ه |
|
واك أم من يغريك بالشّنآن |
وأشرت بقولى :
وفصل «أم» ممّا عليه عطفت |
|
أولى ... |
إلى أن قول القائل : «أزيد عندك أم عمرو»؟ بفصل «أم» من «زيد» بـ «عندك» أولى من قوله : «أزيد أم عمرو عندك»؟ بمواصلة «أم» لـ «زيد» ، وأن المواصلة لا تمنع.
هذا مذهب سيبويه (١) ، ومن يراعى مذهبه من المحققين.
وهكذا ـ أيضا ـ يفعل إذا كان المعطوف فعلا على فعل كقولك : «أقعد زيد أم قام»؟ هذا أجود من أن يقال : «أقعد أم قام زيد»؟ وكلاهما جائز.
فإن وقعت «أم» غير مسبوقة بالهمزة لا لفظا ولا تقديرا فهى منقطعة كقوله ـ تعالى ـ : (لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) [السجدة : ٢ ـ ٣].
وكذا إن كانت مسبوقة بالهمزة ، وليس فى الكلام معنى «أى» كقوله ـ تعالى ـ : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها) [الأعراف : ١٩٥].
ولا بد فى المنقطعة من معنى الإضراب ، والأكثر اقتضاؤها مع الإضراب استفهاما.
وإلى هذا أشرت بقولى :
ومع الاستفهام إضرابا جلت |
|
... |
ومنه قول بعض العرب : «إنّها لإبل أم شاء»؟ أراد : بل أهى شاء؟
وقد يتجرد بها الإضراب كقول الشاعر : [من الطويل]
وليت سليمى فى الممات ضجيعتى |
|
هنالك أم فى جنّة أم جهنّم (٢) |
وإلى هذا أشرت بقولى :
... وقد ترى |
|
ك «بل» لإضراب موال خبرا |
__________________
(١) ينظر : الكتاب (٣ / ١٦٩).
(٢) البيت من الطويل ، وهو لعمر بن أبى ربيعة فى ملحق ديوانه ص ٥٠١ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٣٧٦ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٢٢ ، وشرح التصريح ٢ / ١٤٤ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٢٠ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٤٣.