سقته الرّواعد من صيّف |
|
وإن من خريف فلن يعدما (١) |
قال سيبويه (٢) : «أراد : إما من صيف ، وإما من خريف ، فحذف «إمّا» الأولى ، واقتصر على الثانية بعد حذف «ما»».
وقد تجيء الثانية عارية من الواو كقول الشاعر : [من البسيط]
يا ليتما أمّنا شالت نعامتها |
|
أيما إلى جنّة أيما إلى نار (٣) |
وروى قطرب : [من منهوك الرجز]
لا تفسدوا أيما لكم |
|
أيما لنا أيما لكم (٤) |
أراد : إما لنا ، وإما لكم ، ففتح الهمزة وهى لغة بنى تميم ، وأبدل الميم الأولى ياء ، وحذف الواو.
وأما المعطوف بـ «لكن» فمحكوم له بالثبوت بعد نفى كقولك : «ما قام زيد لكن عمرو» ، أو بعد نهى كقولك : «لا تضرب زيدا لكن عمرا».
فإن دخلت عليها الواو كقوله ـ تعالى ـ : (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) [الأحزاب : ٤٠] عريت «لكن» من العطف ، وقدر ما بعدها جملة معطوفة على ما قبلها بالواو ؛ لأن بقاء «لكن» بعد الواو عاطفة ممتنع لامتناع دخول عاطف على عاطف ، وجعل الواو
__________________
(١) البيت فى ديوانه ص ٣٨١ ، والأزهية ص ٥٦ ، وخزانة الأدب ١١ / ٩٣ ـ ٩٥ ، ١٠١ ، ١١٠ ، ١١٢ ، وشرح شواهد المغنى ص ١٨٠ ، والكتاب ١ / ٢٦٧ ، والمعانى الكبير ص ١٠٥٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٥١ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ٢٢٧ ، ٢٣٦ ، والجنى الدانى ص ٢١٢ ، ٥٣٤ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٥ ، والخصائص ٢ / ٤٤١ ، والدرر ٦ / ١٢٨ ، وشرح المفصل ٨ / ١٠٢ ، والكتاب ٣ / ١٤١ ، ومغنى اللبيب ١ / ٥٩ ، والمنصف ٣ / ١١٥.
(٢) ينظر : الكتاب (١ / ٢٦٧).
(٣) البيت للأحوص فى ملحق ديوانه ص ٢٢١ ، ولسان العرب (أما) ، ولسعد بن قرط فى خزانة الأدب ١١ / ٨٦ ، ٨٧ ، ٨٨ ، ٩٠ ، ٩٢ ، والدرر ٦ / ١٢٢ ، وشرح التصريح ٢ / ١٤٦ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ١٨٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٤٣ ، والمحتسب ١ / ٢٨٤ ، ٢ / ٣١٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٥٣ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٣٨٢ ، وتذكرة النحاة ص ١٢٠ ، والجنى الدانى ص ٥٣٣ ، وجواهر الأدب ص ٤١٤ ، ورصف المبانى ص ١٠٢ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٢٥ ، وشرح المفصل ٦ / ٧٥ ، ومغنى اللبيب ص ١ / ٥٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٥.
(٤) الرجز بلا نسبة فى الجنى الدانى ص ٥٣٥ ، والدرر ٦ / ١٢١ ، والمحتسب ١ / ٢٨٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٥.