«تاريخ الأدب العربى».
بينما نجد أن ابن غازى ذكر أن مولده كان سنة ثمان وتسعين وخمسمائة للهجرة ، وبه أخذ شمس الدين ابن الجزرى فى «غاية النهاية فى طبقات القراء» ، كما ذكره المقرى فى «نفح الطيب» (١) مع شكه ـ أى : ابن الجزرى ـ فيها ، وفى سنة ستمائة التى آثرنا نحن ذكرها أولا ترجيحا.
مسقط رأسه :
وأما مسقط رأسه ، فقد ولد بـ «جيّان» ؛ من مدن الأندلس (٢) ، وهى بفتح الجيم ، ثم بالتشديد ، وآخرها نون.
قال المقرى حين تحدث عن مدن الأندلس : «واعلم أن جزيرة الأندلس مشتملة على متوسطة وشرق وغرب ؛ فالمتوسطة فيها من القواعد الممصرة التى كل مدينة فيها مملكة مستقلة ، لها أعمال ضخام ، وأقطار متسعة : قرطبة ، وطليطلة ، وجيّان ، وغرناطة ، والمرية ، ومالقة ...».
ثم ذكر من أعمال جيان هذه : أبّذة ، وقسطرة ، وبيّاسة ، وقسطلة. وقد كان ل : «جيان» شأنها منذ أول الفتح العربى ، حتى قيل : إن طارق بن زياد ذهب لفتحها بنفسه مع خيرة من أصحابه ؛ ليخلص منها إلى طليطلة (٣).
٣ ـ أسرته بالأندلس :
لا يكاد يعرف شىء عن أسرة ابن مالك قبل هجرته إلى المشرق ، ولا عن والديه ؛ ذلك أنه لم يذكر هو شيئا عن نفسه فى هذا الصدد ، ولم يتعرض أحد من المترجمين له لذلك.
ويبدو أن والديه قد توفّيا ، وهو صغير ؛ وإذا قوى هذا الظن أو صح فيمكن اعتباره داعيا من دواعى رحلته إلى المشرق والإقامة هناك وعدم العودة إلى مسقط رأسه ؛ كما كان يفعل كثير من علماء الأندلس ذلك وقتئذ.
٤ ـ دراساته وأساتذته بالأندلس :
كان ابن مالك ابن عصره ومصره ، فقد بدأ دراساته بحفظ القرآن الكريم على
__________________
(١) نفح الطيب ٢ / ٢٢٨.
(٢) نفح الطيب ١ / ١٦٥.
(٣) نفح الطيب ١ / ١٦٥.