المصدريّة الظّرفية في (١) «دام» ـ أنّ ما بقي من الأفعال لا يشترط (٢) فيه شيء.
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
وغير ماض مثله قد عملا |
|
إن كان غير الماض منه استعملا |
أشار إلى أنّ هذه الأفعال المتقدّمة ـ وهي ثلاثة عشر ـ في التّصرف وعدمه على ثلاثة أقسام :
ما (لا) (٣) يتصرّف بحال ، وهو «ليس» باتّفاق (٤) ، و «دام» عند الفرّاء وكثير من المتأخرين (٥) ، وأما «يدوم ، ودم ، ودائم ، ودوام» فمن تصرّفات التّامة.
وما يتصرّف تصرّفا ناقصا ، وهو «زال ، وبرح ، وفتئ ، وانفكّ» ، فإنّها (٦) لا يستعمل منها أمر.
وما يتصرّف تصرفا تاما ، وهو الباقي.
وللتّصاريف في (٧) هذين القسمين ما للماضي من العمل ، فالمضارع نحو (وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) [مريم : ٢٠] ، والأمر نحو (كُونُوا حِجارَةً) [الإسراء : ٥٠] ، والمصدر ، كقوله :
٣٦ ـ ... |
|
وكونك إيّاه عليك يسير (٩) |
__________________
(١) في الأصل : وفي. انظر شرح المكودي : ١ / ٩٠.
(٢) في الأصل : لا يشترط. مكرر.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر التصريح : ١ / ١٨٦.
(٤) انظر : التصريح على التوضيح : ١ / ١٨٦ ، الهمع : ٢ / ٧٧ ، شرح ابن عقيل : ١ / ١١٢ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٣٠ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٣٨٣.
(٥) وذلك لأنها صلة لـ «ما» الظرفية ، وكل فعل وقع صلة لـ «ما» التزم مضيه. وبه جزم ابن مالك في شرح الكافية ، وصححه المرادي. وذهب الأقدمون وقليل من المتأخرين إلى أن لها مضارعا وهو «يدوم» ، فهي متصرفة عندهم تصرفا ناقصا ، قال الصبان : بل الصحيح عندي أن لها مصدرا أيضا.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ١٨٦ ، الهمع : ٢ / ٧٧ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٨٦ ، التسهيل : ٥٣ ، شرح المرادي : ١ / ٢٩٧ ، حاشية الصبان مع الأشموني : ١ / ٢٣٠ ، شرح ابن عصفور : ١ / ٣٨٤ ، حاشية الخضري : ١ / ١١٢.
(٦) في الأصل : فلأنها. انظر التصريح : ١ / ١٨٦.
(٧) في الأصل : في. مكرر
٣٦ ـ من الطويل ، لم أعثر على قائله : وصدره :
ببذل وحلم ساد في قومه الفتى
ساد : أي اتصف بالسيادة والشرف. والضمير في «إياه» يعود إلى الفتى ، وكذا الضمير في