أي : إذا لم يصح عطفه ، ولا نصبه على المعيّة فيعتقد أنّ ناصبه مضمر ، وذلك كقول (١) الشّاعر :
(٢) ـ علفتها تبنا وماء باردا
فهذا ونحوه لا يجوز / فيه العطف ، ولا النّصب على المعيّة ، فيكون «ماء» مفعولا بفعل مضمر تقديره : وسقيتها.
ويحتمل أن يكون قوله :
أو اعتقد إضمار عامل تصب
فيما يمتنع عطفه ، وينصب على المعيّة ، كقوله عزوجل : (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) [يونس : ٧١] (فيمتنع عطف «شركاءكم») (٣) على «أمركم» ، لأنّ «أجمع» بمعنى : عزم ، لا ينصب إلّا الأمر ونحوه ، ويجوز نصبه على المعيّة ، أي : مع شركائكم ، أو يكون مفعولا بفعل مضمر تقديره : واجمعوا شركاءكم (٤).
__________________
(١) في الأصل : قول. انظر شرح المكودي : ١ / ١٥٩.
(١٠٥) ـ من الرجز لذى الرمة غيلان في ملحقات ديوانه (٧٤٦ ـ المكتب الإسلامي) ، وقبله :
لمّا حططت الرّحل عنها واردا
والمشهور أن له عجزا ، وهو :
حتّى شتت همّالة عيناها
الضمير في «علفتها» يرجع إلى الدابة التي يريدها الراجز ، ويروى : «بدت» بدل «شتت» ومعناها واحد كما في العيني ، وقال البغدادي : وشتت بمعنى أقامت شتاء و «همالة» أي : كثيرة الجريان. والشاهد في قوله : «وماء» حيث أنه لا يصح فيه العطف على «تبنا» ، لأن الماء لا يعلف ، ولا يصح النصب على المعية أيضا لأن العلف والماء لا يكونان دفعة واحدة ، ولكن هو معمول لعامل محذوف تقديره : وسقيتها. وذهب بعضهم إلى أنه لا حذف فيه ، وأن العامل المذكور يؤول بعامل يصح تسليطه عليهما معا ، فيؤول «علفتها» بـ «ناولتها».
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ١٥٩ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٢٤٦٥ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ١٠١ ، شرح ابن يعيش : ٢ / ٨ ، الخزانة : ٣ / ١٣٩ ، مغنى اللبيب (رقم) : ١٠٧٠ ، شواهد المغني : ١ / ٥٨ ، ٢ / ٩٢٩ ، أبيات المغني : ٧ / ٣٢٣ ، شواهد المفصل والمتوسط : ١ / ٨٦ ، الخصائص : ٢ / ٤٣١ ، الإنصاف : ٦١٣ ، الهمع (رقم) : ١٥٩٢ ، الدرر اللوامع : ٢ / ١٦٩ ، شذور الذهب : ٢٤٠ ، شواهد الفيومي : ٧٨ ، شرح الأشموني : ٢ / ١٤٠ ، اللسان (قلد) ، شرح ابن عقيل : ١ / ٢٠٢ ، شواهد الجرجاوي : ١١٩ ، شرح ابن الناظم : ٢٨٦ ، شرح المرادي : ٢ / ١٠١ ، ٣ / ٢٣٧ ، شرح دحلان : ٨٥ ، البهجة المرضية : ٨٤ ، كاشف الخصاصة : ١٣٧ ، الكوكب الدري للأسنوي : ٢ / ٦٦٩ ، معاني الفراء : ١ / ١٤ ، ٣ / ١٢٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٢٩٠.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. راجع شرح المكودي : ١ / ١٥٩.
(٣) من «جمع». انظر شرح المكودي : ١ / ١٥٩.