ولم يتعرّض للرّاجح من الوجهين ، قيل : والحذف أحسن (١).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
لشبهها الملحق والأصلي ما |
|
لها ... |
يعني : أنّ الألف الرّابعة إذا كانت للإلحاق ، نحو «ذفرى» (٢) ، أو منقلبة عن أصل ، نحو «مرمى» ـ جاز فيها ما جاز في ألف التّأنيث من قلبها واوا (٣) ، وحذفها ، فتقول : «ذفريّ وذفرويّ» ، و «مرميّ ومرمويّ» ، إلا أنّ القلب في الأصليّ (٤) أحسن من الحذف ، وإلى (٥) ذلك أشار ، فقال رحمهالله تعالى :
... |
|
... وللأصليّ قلب يعتمى |
ف «مرمويّ» أحسن من «مرميّ» ، ومعنى يعتمى : يختار (٦).
وفهم من تخصيصه الألف الأصليّ (٧) باختيار (٨) القلب : أنّ ألف الإلحاق بالعكس ، فيكون كألف التّأنيث في اختيار الحذف.
والمنصوص (٩) عنه بغير هذا الكتاب : أنّ القلب في ألف الإلحاق أجود (١٠).
فينبغي أن يحمل كلامه هنا على أنّ القلب في الأصليّة أكثر من القلب في
__________________
(١) واختاره ابن مالك ، وذكر أبو حيان : أنه الأفصح ، وذلك لأن شبهها بتاء التأنيث أقوى من شبهها بالمنقلبة عن أصل. انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٩٤١ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٨١ ، شرح المرادي : ٥ / ١٢٣ ، الهمع : ٦ / ١٥٩ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ٣٩ ، الأشموني مع الصبان : ٤ / ١٧٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٢٨ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٣١٩.
(٢) الذفرى : هو العظم الشاخص خلف الأذن ، بعضهم يؤنثها ، وبعضهم ينونها إشعارا بالإلحاق.
انظر اللسان : ٣ / ١٥٠٥ (زفر).
(٣) في الأصل : واو. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٩.
(٤) في الأصل : الأصل. انظر المكودي بحاشية الملوي : ٢١٣.
(٥) في الأصل : ولى. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٩.
(٦) انظر اللسان : ٤ / ٣١١٨ (عمى) ، شرح المكودي : ٢ / ١٤٩ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٧٨ ، شرح المرادي : ٥ / ١٢٤ ، إعراب الألفية : ١٣٣.
(٧) في الأصل : الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٩.
(٨) في الأصل : باختار. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٩.
(٩) في الأصل : والمنقوص. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٩.
(١٠) قال ابن مالك في شرح الكافية (٤ / ١٩٤١ ـ ١٩٤٢): «ثم نبهت بقولي :
... وفي |
|
مرمى وشبهه انقلاب اقتفي |
والحذف نزر ... |
|
... |
على أن الألف الرابعة إذا لم تكن زائدة يجوز حذفها على قلة ، وقلبها واوا ، وهو الكثير. وما ألفه للإلحاق جار مجرى ما ألفه غير زائدة. انتهى.