يعني : أنّ همزة «أل» إذا دخل عليها همزة الاستفهام ، جاز فيها ـ أي : في همزة «أل» ـ وجهان :
ـ إبدالها ألفا من جنس حركة الهمزة الّتي قبلها.
ـ وتسهيلها بين الألف والهمزة.
وقد قرئ بهما : (آلذَّكَرَيْنِ)(١) [الأنعام : ١٤٣].
وفهم منه أنّ غير همزة «أل» من همزة الوصل ـ تحذف إذا دخل عليها همزة الاستفهام لعدم الحاجة إليها / ، (أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ) [الصافات : ١٥٣]. وإنّما لم تحذف همزة «أل» إذا دخل عليها همزة الاستفهام ، وكان القياس حذفها ، لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر ، باشتراك الهمزتين بالفتحة.
__________________
(١) فالأكثرون على إبدال همزة «أل» الواقعة بعد همزة الاستفهام ألفا خالصة ، وجعلوا الإبدال لازما لها كما يلزم إبدال الهمزة إذا وجب تخفيفها في سائر الأحوال ، قال الداني : هذا قول أكثر النحويين ، وقال البناء : وهو المختار. وقال آخرون : تسهل بين بين لثبوتها في حال الوصل وتعذر حذفها فيه فهي كالهمزة اللازمة ، وليس إلى تخفيفها سبيل ، فوجب أن تسهل بين بين قياسا على سائر الهمزات المتحركات بالفتح إذا وليتهن همزة الاستفهام. قال الداني في الجامع : والقولان جيدان ، وقال غيره : إن هذا القول هو الأوجه في تسهيل هذه الهمزة.
انظر النشر في القراءات العشر : ١ / ٣٧٧ ، إتحاف فضلاء البشر : ٥٠ ، ٢١٩ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٧٦ ، شرح الأشموني : ٤ / ٢٧٨ ، شرح المكودي : ٢ / ١٧٩.