ثمّ قال رحمهالله تعالى :
واستعملوا أيضا ككلّ فاعله |
|
من عمّ في التّوكيد مثل النّافله |
بنوا للدّلالة على الشّمول «فاعلة» ، من «عمّ» بوزن «نافلة» ، والتّاء فيه مزيدة ، كما هي في «نافلة» ، لا للدّلالة على التّأنيث (١) ، واستعملوه استعمال «كلّ» في تأكيد الجمعين ، وإضافته إلى الضّمير المطابق ، فقالوا : «جاء القوم عامّتهم» ، و «قام النّساء عامّتهنّ».
والمراد به : الشّمول لا الأكثر ، كما تفهمه العامّة (٢).
ومن الألفاظ التي يؤكّد بها لقصد (٣) الشّمول «جميع» ، واستعمالها غريب (٤) ، نحو :
__________________
والتقدير : كلنا فيها. والقراءة المشهورة برفع «كل» قال ابن الأنباري : فـ «كل» مبتدأ ، وهو في تقدير الإضافة ، و «فيها» خبره ، والجملة من المبتدأ في موضع رفع لأنها خبر «إن».
انظر مغني اللبيب : ٢٥٧ ، ٦٦٢ ـ ٦٦٣ ، شرح الأشموني : ٣ / ٧٥ ، شرح المرادي : ٣ / ١٦١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٢٣ ، الهمع : ٥ / ١٩٩ ـ ٢٠٠ ، التسهيل : ١٦٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦١٠ ، البيان لابن الأنباري : ٢ / ٣٣٢ ، إعراب النحاس : ٤ / ٣٦ ، معاني الفراء : ٣ / ١٠ ، تفسير القرطبي : ١٥ / ٣٢١ ، تفسير الكشاف (دار المعرفة) : ٣ / ٣٧٤.
(١) قال الأزهري : والتاء فيها لازمة بمنزلتها في اللزوم في «النافلة» فتصلح مع المؤنث والمذكر ، فتقول : «اشتريت الأمة عامتها والعبد عامته» بالتاء مع الذكر كما قال تعالى : (وَيَعْقُوبَ نافِلَةً). وحمل ابن الناظم قول والده : «مثل النافلة» على الزيادة على ما ذكره النحويون في هذا الباب ، فقال : «وقوله : «مثل النافلة» يعني به أن عد «عامة» من ألفاظ التوكيد مثل النافلة ، أي : الزائد على ما ذكره النحويون في هذا الباب ، فإن أكثرهم أغفله». وقال : «وليس هو في حقيقة الأمر نافلة على ما ذكروه ، لأن أجلهم سيبويه رحمهالله لم يغفله». انتهى.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٢٣ ـ ١٢٤ ، شرح ابن الناظم : ٥٠٤ ، شرح المرادي : ٣ / ١٦٤ ، الكتاب : ١ / ٢٧٤ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٥ ، شرح دحلان : ١٢٤ ، ابن عقيل مع الخضري : ٢ / ٥٧ ، البهجة المرضية : ١٢٣ ، شرح الأشموني : ٣ / ٧٦.
(٢) قال الأزهري : وفي الإفصاح أن المبرد خالف سيبويه فزعم أن «عامتهم» بمعنى أكثرهم ، فعنده يكون من بدل البعض عكس معنى التوكيد ، فإنه تخصيص والتوكيد تعميم. انتهى.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٢٤ ، الكتاب : ١ / ٢٧٤ ، ارتشاف الضرب : ٢ / ٦١٠ ـ ٦١١ ، شرح الأشموني : ٣ / ٧٦ ، الهمع : ٥ / ١٩٩.
(٣) في الأصل : القصد.
(٤) قال ابن هشام في التوضيح : والتوكيد بـ «جميع» غريب ، وقال في المغني التوكيد بـ «جميع» قليل. وقال ابن مالك : وأغفل أكثر النحويين «جميعا» ونبه سيبويه على أنها بمنزلة «كل» معنى واستعمالا ، ولم يذكر له شاهدا من كلام العرب ، وقد ظفرت بشاهد له ، وهو قول امرأة ترقص ابنها :