[علّة قلب همزة التّأنيث واوا في النّسب]
فإن قيل : فلم وجب قلب همزة التّأنيث في النّسب واوا في نحو قولهم : حمراء : حمراويّ ، ولم يجب ذلك في النّسب إلى «كساء ، وعلباء (١)» ونحو ذلك (٢)؟ قيل : لأنّ همزة التّأنيث ثقيلة ؛ لأنّها عوض عن علامة التّأنيث التي توجب ثقلا ؛ فوجب قلبها واوا ؛ وأمّا همزة «كساء» فلم يجب قلبها ؛ لأنّها منقلبة عن حرف أصليّ ، فأجريت مجرى الهمزة الأصليّة ؛ نحو : «قرّاء ، ووضّاء» وكذلك الهمزة في «علباء» ملحقة بحرف أصليّ ، فأجريت / أيضا / (٣) مجرى الهمزة الأصليّة ، وكما لا يجب قلب الهمزة الأصليّة واوا في النّسب ؛ فكذلك ما أجري مجراها
[علّة الرّدّ إلى الواحد في النّسب]
فإن قيل : فلم وجب الرّدّ إلى الواحد في النّسب إلى الجميع ؛ نحو قولهم في النّسب إلى : الفرائض : فرضيّ ، ونحو ذلك (٤)؟ قيل : لأنّ نسبته (٥) إلى الواحد ، تدلّ على كثرة نظره (٦) فيها ؛ وحكم الواحد من الفرائض كحكم الجمع (٧) فإذا كان حكم الواحد كحكم الجمع (٨) ؛ وجب الرّدّ إلى الواحد ؛ لأنّه أخفّ في اللّفظ مع أنّه الأصل ؛ فأمّا قولهم : «أنماريّ ، ومدائنيّ» فإنّما نسبوا إلى الجمع ؛ لأنّه صار اسم شيء بعينه ، وليس المقصود منه أن يدلّ على ما يقتضيه اللّفظ من الجمع ، فلمّا صار اسما للواحد ، تنزّل منزلة الواحد ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) العلباء : عصبة في صفحة العنق ، وتجمع على «علابيّ» يقال : تشنّج علباؤه : إذا أسنّ.
(٢) في (س) وما أشبه ذلك.
(٣) سقطت من (ط).
(٤) في (س) وما أشبه ذلك.
(٥) في (س) نسبه.
(٦) في (س) نظر.
(٧) في (ط) الجميع.
(٧) في (ط) الجميع.