وقال :
[٢٢] دعانى من نجد فإنّ سنينه |
|
لعبن بنا شيبا وشيننا مردا (١) |
وقال :
[٢٣] وما ذا تبتغى الشعراء منى |
|
وقد جاوزت حد الأربعين (٢) |
وروى الفراء عن تميم أن الجمع مع إعرابه بالحركات يمنع الصرف ، وإن سمي به فالأجود الحكاية على ما كان قبل التسمية ، ومنهم من ألزمه الياء ، وإعرابه بالحركات مصروفا ، ومنهم من ألزمه الواو وإعرابه بالحركات إعراب ما لا ينصرف ، ومنعه الصرف للعلمية وشبه العجمية ، لأنه قليل النظير في المفردات ، واحتج بقول الشاعر :
[٢٤] طل ليلى وبتّ كالمحزون |
|
واعترتنى الهموم بلماطرون (٣) |
__________________
(١) البيت من البحر الطويل وهو للصمة القشيري كما في شرح المفصل ٥ / ١١ ـ ١٢ وينظر مجالس ثعلب ١٧٧ ـ ٣٢٠ ، وشرح الرضي ٢ / ١٨٥ وشرح ابن عقيل ١ / ٦٥ ، وأوضح المسالك ١ / ٥٧ واللسان مادة (نجد) ٦ / ٤٣٤٦ ، والمقاصد النحوية ١ / ١٦٩ ، وخزانة الأدب ٨ / ٥٨ ـ ٥٩.
ويروى : ذراني بدل دعاني. والشاهد فيه قوله : (سنينه حيث أعرب سنين بالفتحة الظاهرة بدليل بقاء النون مع الإضافة فجعل النون الزائدة كالنون الأصلية ولو حذفها لقال : فإن سنّيه.
(٢) البيت من الوافر ، وهو لسحيم بن وثيل الرياحي كما في سر الصناعة ٢ / ٦٢٧ ، وينظر حماسة البحتري ١٣ ، والمقتضب ٣ / ٣٣٢ ، وشرح المفصل ٥ / ١١ ، وشرح التسهيل السفر الأول ١ / ١٠٤ ، وشرح الرضي ٢ / ١٨٥ ، وشرح ابن عقيل ١ / ٦٨ وتذكرة النحاة ٤٨٠ ، وهمع الهوامع ١ / ٤٩ ، وخزانة الأدب ٨ / ٦١ ـ ٦٢ ، والمقاصد النحوية ١ / ١٩١.
والشاهد فيه قوله : (الأربعين) حيث وردت الرواية فيه كسر النون.
(٣) البيت من الخفيف ، وهو لأبي دهبل الجمحي في ديوانه ٦٨ ، وله ولغيره ، ينظر الخصائص ـ ٣ / ٢١٦ ، وأوضح المسالك ١ / ٥٣ ولسان العرب مادة (خصر) ٢ / ١١٧٢ ، وخزانة الأدب ٧ / ٣١٤ والمقاصد النحوية ١ / ١٤١.
والشاهد فيه قوله : (بالماطرون) حيث أعرب الشاعر جمع المذكر السالم المسمى به بالحركات فجره بالكسرة ، ويجوز فيه إعرابه إعراب جمع المذكر السالم ومن العرب من يلزمه الواو ويفتح النون قال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الأول ١ / ١٠٦ : وهذه أسماء أمكنة والأجود أجراؤها مجرى الجمع ثم التزام الواو وجعل الإعراب في النون قليل والحمل عليه ضعيف.