المقصورة وإن لم يخرج ، كـ (حم) و (طس) و (يس) فقد جوز فيه مع الحكاية إعراب ما لا ينصرف للعجمة والعلمية ، لأنها كـ (هابيل) و (قابيل) وأما (ص) و (ق) و (نون) ، فمصروفه إن لم تحك وقد أجيز فيها الوجهان كـ (هبل) وإذا جعلت اسما للسورة وأما (طسم) فإذا أعربت جرى مجرى الاسم المركب كـ (بعلبك) لأن (طس) كـ (هابيل) مركبة مع (ميم) ، بخلاف (كهيعص) لطوله وخروجه عن النظائر وما كان منها معرفا كـ (النساء) و (المائدة) و (الأنعام) أو مضافا كـ (آل عمران) فمعرب بوجوه الإعراب لتمكنه ، وما عدا ذلك فإن زاد على الثلاثي ، وليس عربيا ، كـ (يوسف) و (يونس) و (إبراهيم) أو عربيا فيه علتان كـ (سبحان) لم يصرف مطلقا ، وإن كان ثلاثيا كـ (هود) و (نوح) أو عربيا كـ (محمد) فإن جعلته اسما للسورة امتنع وإن لم صرف ، على تقدير مضاف ، أي قرأت سورة هود (١).
قوله : (المعرفة) هذه العلة الرابعة. قوله : (شرطها أن تكون علمية) وذلك لأن المعارف خمس : المضمرات ، والأعلام ، وأسماء الإشارة وما عرّف بالألف واللام وما أضيف إلى أحدها : فالمضمرات وأسماء الإشارة مبنيان ، فلا مدخل لهما في المعرب ، وأما التعريف والإضافة ، فلأنهما يجعلان غير المنصرف منصرفا ، أو في حكم المنصرف على المذهبين ، فلم يبق إلا تعريف العلمية هذا على مذهب من لم يعتد بتعريف التوكيد ، وهو الفارسي (٢) لأنه جعل تعريفه من جهة العلمية ، وأما الخليل وسيبويه (٣) فإنهما يعتدان بتعريف التوكيد ، فيزداد مع العلمية تعريف
__________________
(١) ينظر شرح الرضي ١ / ٥٢.
(٢) ينظر رأي الفارسي في المقتصد شرح الإيضاح ٢ / ١٠٠٣ وما بعدها.
(٣) ينظر الكتاب ٣ / ٢٤٤.