التوكيد لأنهم يجعلان تعريفه من جهة الإضافة.
قوله : (العجمة) هذه العلة الخامسة ، ولا خلاف في أن ما نقل عن لغة العجم كالفرس والروم وغيرهم كان أعجميا ، وزاد الفارسي ما كان مسمى به من الآحاد ، ونظيره فيها معدوم ، نحو أن يسمى (بمساجد) و (مصابيح) و (زيدون) و (حمدون) وادعى أبو محمد : (١) أن الإجماع على أن إحدى علتي هذه المسمى بها العجمة والمرجع بمعرفة العجمى ، اللغة والسماع ، وقد ذكرت في معرفة تحتم الاسم العجمي وجوه مقربة ، إن فات الضبط ، خروجه عن الأوزان العربية نحو : (ابريسم) أو اجتماع الصاد والجيم نحو (صولجان) أو اجتماع القاف والجيم نحو : (الجق) ، أو اعتقاب الزاي [ظ ١٤] والدال نحو : (مهندز) اسم للمهندس أو إعتقاب النون والراء نحو : (نرجس) أو خماسيا عريا عن حروف الذلاقة (٢) ، أو رباعيا عاريا عنها إلا أن يكون فيه نون ، كـ (عسجد) وتجمع حروف الذلاق (مر بنفل) (٣).
__________________
(١) أبو محمد هو ، القاسم بن الحسين بن محمد ، أبو محمد الخوارزمي النحوي (صدر الأفاضل) ولد سنة ٥٥٥ ه صنف التخمير في شرح المفصل (وقد حقق منذ أعوام في جامعة الرياض ـ وشرح سقط الزند ـ وشرح الإنموذج وشرح الأبنية وغيرها ، ينظر بغية الوعاة. ٢ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣ ، ومعجم الأدباء ١٦ / ٢٣٨ ـ ٢٥٣ ، وينظر رأيه في التخمير ١ / ٢١٩.
(٢) حروف الذلاقة هي الفاء والراء والميم والنون واللام والباء وهي من الذلق وهو الطرف وسميت : مذلقة لسرعة النطق بها لخفتها والإذلاق لغة : حدة اللسان ، ينظر لسان العرب مادة (ذلق) ، وينظر كتب التجويد ، وحروفه مجموعة بـ (فرّ من لب) ، وعند الشارح (مر بنفل) ٣ / ١٥١٢.
(٣) قال السيوطي في الهمع ١ / ١٠٥ : (قال صاحب العين : لست واجدا في كلام العرب كلمة خماسية بناؤها من الحروف المصمتة خاصة ، ولا رباعية كذلك إلا كلمة واحدة هي عسجد) لخفة السين وهشاشتها ، (والحروف المصمتة هي ما عدا حروف الذلاقة.